سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الساعات الأخيرة في حياة شهيد الواجب الصحفي.. الرصاصة جاءت من ناحية الإخوان قبل اغتيال الحسيني ب3 ساعات سمعه ملتحون يقول لصديقة: "صورت جميع أسلحة الإخوان وسأنشرها غدا"
كان أول من هتف ضد نظام الإخوان، رافعا لافته كتب عليها، "النهضة إبادة شعب"، وأول من شارك بمسيرات أحداث قصر الاتحادية، يوم 4 ديسمبر 2012، متقدما مسيرة حاشدة، انطلقت من أمام مبنى نقابة الصحفيين باتجاه ميدان التحرير، هاتفا "يسقط يسقط حكم المرشد".. شارك في ثورة يناير منذ لحظاتها الأولى.. نال الشهادة، وهو يقوم بواجبة الوطني والصحفي لكشف جرائم الإخوان أمام قصر الاتحادية، بكاميراته التي دفع فيها تحويشة عمره.. إنه الشهيد الحسيني أبوضيف. يروي أصدقاء الحسيني أبوضيف ل"الوطن" تفاصيل الساعات الأخيرة قبل استشهاده في أحداث الاتحادية 5 ديسمبر 2012، كانت البداية كما قال حسام السويفي، منسق لجنة الحسيني أبوضيف للدفاع عن الصحافة، يوم 4 ديسبمبر الساعة 9 مساء، بقيادته لمسيرة من نقابة الصحفيين إلى ميدان التحرير. توجه شهيد الصحافة مع المسيرات إلى قصر الاتحادية، في الساعة الخامسة عصرًا، إلى أن تمت إصابته الساعة 2 فجرا يوم الخميس 5 ديسمبر، "كان واقفا في جزيرة عند تقاطع شارع الخليفة المأمون مع شارع الميرغني، على يساره بنزينة، وعلى يمينه كنيسة. وتابع السويفي: "كان الإخوان متواجدين عند قصر الاتحادية، والمعارضون يتجمعون عند بنزينة موبيل، والشهيد الحسيني واقفا في المنتصف، في مكان آمن بعيد عن الاشتباكات والخطر، كان بجواره محمود عبد القادر، الشاهد الوحيد على الواقعة، كان أبوضيف فاتحا كاميراته بيورّيله الفيديوهات، ونوع الأسلحة التي يحملها الإخوان". "الاشتباكات بدأت الساعة 1.40، سمع الحسيني 3 طلقات حي اتضربت من ناحية اليمين"، وتابع محمود عبد القادر، "لقيت الحسيني بيرجع للخلف، بعد ما خد الطلقة من ناحية اليمين، ولذلك اتهمنا الإخوان"، وهي طلقة محرمة دوليا، اخترقت الجبهة من اليمين إلى اليسار، وأحدثت انفجارا في المخ، بعدها وقع "منطقش" فوجئ عبدالقادر، بناس بتجري، وواحد خد الكاميرا، ليؤكد السويفي أن السبب في استهداف الحسيني هو تصويره لفضائح وجرائم الإخوان، وتمت سرقة الكاميرا التي كان بها ما يوثق أحداث الاتحادية". كان توثيق جرائمهم وتصويرها شغل الحسيني الشاغل، ويقول السويفي عن هذه الكاميرا: "نازل بكاميراته، والتي اشترها ب5 آلاف جنيه تحويشة عمره بالصحافة، لتوثيق أحداث الثورة وليس لعمله الصحفي فقط". ونوه السويفي إلى أن الحسيني أصيب بطلق خرطوش الساعة 8 في نفس يوم استشهاده، ولم يغادر الاشتباكات، وبكل بسالة ونضال، استمر في تصوير وتوثيق الأحداث. وأشار السويفي إلى أن الحسيني تم استهدفه من قبل مجموعة ملتحين كانوا في أحد المطاعم قبل عملية الاغتيال ب 3 ساعات، مضيفا، أن الحسيني "كان متواجدا في مطعم قريب من الاتحادية، وبيقول لزملائه بصوت عالٍ، في المطعم، وفي حضور مجموعة من الملتحين، أنا مصور حاجات خطيرة عن الإخوان، وهوثق الأحداث، وبكرة الصبح هنشرها على اليوتيوب، بجميع أنواع الأسلحة اللي مع الإخوان". بعد إصابة الحسيني توجه به أصدقائه إلى 3 مستشفيات بالإسعاف، "مستشفى منشية البكري، ثم عين شمس التخصصي، ثم الزهراء الجامعي"، بعد ساعة في الشارع بحثا عن مستشفى. وأضاف السويفي، "في طوارئ المستشفى دكتور امتياز، أخرج رأس المقذوف من مكان الإصابة، وألقى بها في وعاء سمعنا صوتها، وحينها سألناه، قال ده خرطوش"، مشيرا إلى أن الطبيب الذي استقبل الحسيني بالمستشفى، أخفى مقذوف الرصاصة من المستشفى، ولم يتم العثور عليه حتى الآن، مشيرا إلى أن المقذوف كان يمكن أن يتم مناظرته بأسلحة الإخوان، وكان من السهل التعرف على الجاني. في الساعة السادسة من صباح يوم 6 ديسمبر، توجه حسام السويفي، ومحمد فاضل ومحمود عبد القادر وعلاء العطار، إلى قسم الويلي، وتم تحرير محضر بمحاولة اغتيال الصحفي الحسيني أبوضيف، واتهموا فيه "محمد مرسي، وخيرت الشاطر، ومحمود غزلان، وعصام العريان، وعبد الرحمن عز، وأحمد المغير، وأحمد سبيع"، بناء على أدلة تؤكد تورطهم في التحريض على اغتيال أبوضيف. وأشار السويفي بأن المعركة لم تكن قانونية، بسبب تواطؤ النائب العام وقتها، على حد وصفه، مضيفا "الحسيني استشهد يوم 12 ديسمبر 2012، وحتى شهر مارس 2013، لم يصدر تقرير الطب الشرعي". قال السويفي، "إن سالم أبوضيف شقيق الحسيني، اتهم شخص يدعى خليل أسامة محمد العقيد، وهو الحارس الشخصي لخيرت الشاطر بقتل أخيه؛ لأنه تم ضبطه منذ حوالي 3 أشهر بحيازته سلاح غير مرخص، و5 طلقات، ولما سأل خبير أمني قال له إن السلاح المحرم دوليا بيكون من خمس طلقات، فكان رد المستشار إبراهيم صالح رئيس نيابة مصر الجديدة، أنا لو منك أروح أصلي وأدعو ربنا يجيبله حقه، وبلاش تتهم حد بالباطل".