أعلنت إدارة منتدى شباب العالم، في بيان صحفي، أنه من المقرر أن تدور فعاليات النسخة الثانية من "المنتدي"، المقرر انطلاقها في مدينة شرم الشيخ "أرض السلام" في نوفمبر المقبل، عبر رؤية مستوحاة من كتاب "الأعمدة السبعة للشخصية المصرية"، للكاتب الدكتور ميلاد حنا. وأضافت إدارة المنتدى، أن الكاتب أكد في كتابه المتميز وحدة النسيج المجتمعي المصري رغم تباينه واختلافه، وانطلاقا من تلك الرؤية كانت الدعوة لعقد جميع فعاليات المنتدى في إطار تلك الأعمدة، والرؤية المبهرة للمجتمع المصري الذي استطاع على مدار عصور طويلة أن يكون مركزًا للتواصل بين مجتمعات عدة. "انتماء مصر الفرعوني".. أول أعمدة الشخصية المصرية، حيث يعتز بها المصريون لما تمثله من حضارة ضاربة في القدم، وأول حضارة مكتوبة عرفها التاريخ، فضلا عما تفردت به وسط الحضارات القديمة، وبكل الأدلة الأثرية التي تركتها والمنتشرة حول العالم. يأتي العمود الثاني للشخصية المصرية وهو انتماء مصر "اليوناني – الروماني"، حيث أثرت حضارة اليونان وفلسفتها في الفكر المصري، ثم أصبحت مصر بعد ذلك ولاية تابعة للإمبراطورية الرومانية، وتتجلى أوجه ذلك التأثير في امتزاج الأبجدية الإغريقية مع اللغة المصرية القديمة. والعمود الثالث هو "انتماء مصر القبطي"، والذي تميز بوجود المدرسة اللاهوتية العريقة في الإسكندرية، حيث قدمت مصر حضارة للعالم المسيحي، كان صياغة قانون الإيمان المسيحي أبرز نتائجها. بينما كان العمود الرابع هو انتماء مصر الإسلامي، حيث أدرك أهل مصر أن العلاقة الدينية مباشرة بين الإنسان وربه؛ فالإسلام لا يفرض عليهم قيودا، ويمكنهم الاحتفاظ بالطقوس والعادات المصرية الأصيلة التي لا تخالف تعاليمه السمحة. وكان "انتماء مصر العربي"، هو العمود الخامس، حيث كان سكان شبه الجزيرة على اتصال بشعب مصر منذ زمن يسبق عصر قيام الأسر الفرعونية؛ فاللغة المصرية القديمة واللغة العربية تحملان نفس الأصل، وهناك الكثير من القواميس بها آلاف المفردات المصرية التي تشترك مع العربية في نفس المبني والمعني، ويظهر هذا الأمر في الأمثال الشعبية والتشبيهات المختلفة. أما العمود السادس للشخصية المصرية هو انتماؤها للبحر المتوسط، حيث وصفتها إدارة "المنتدي" بأنه "انتماء أصيل"، حيث إن أغلب الحضارات التي مرت على مصر جاءت عبر "المتوسط"، وهي علاقة جدلية جعلت سكان الإسكندرية وبورسعيد أشبه بأهالي أثينا ولارنكا وجنوة ونابولي من حيث التكوين النفسي والعادات والتقاليد، وساهم هذا التقارب في تعلم سكان اليونان وإيطاليا وفرنسا اللغة العربية. وكان انتماء مصر لإفريقيا هو العمود السابع، وهو المستقبل الواعد، حسب إدارة المنتدى، ورغم انتماء مصر لمنطقة الشمال المختلفة ديموغرافيا عن الجنوب، إلا أن لمصر تاريخا متأصلا في القارة السمراء؛ فقد دعمت مصر حركات التحرر الوطني في أكثر بلدنا إفريقيا إبان عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ويأتي هذا من منطلق إيمان مصر بأن العمق الإفريقي يحتل مرتبة كبرى لديها. ويقام منتدى شباب العالم في الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر المقبل.