أقام عدد من المثقفين الفلسطينيين ومحبي الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم المقلب ب"الفاجومي"، عدة أمسيات ثقافية وفنية، تكريما للشاعر الراحل. الفنانة المسرحية روضة سليمان، مدير مسرح السرايا بيافا، علقت على رحيل الفاجومي قائلة "لقد صدق الشاعر الفرنسي لويس أراغون حين قال عن أحمد فؤاد نجم إن فيه قوة تسقط الأسوار، وها هو في رحيله أيضا يسقط أسوار التفرقة البغضاء التي تشرذمنا". أما الشاعر والإعلامي أحمد زكارنة فقال في تصريح خاص ل"الوطن" على هامش مشاركته في أمسية يافا على مسرح السرايا، إن الفاجومي الذي لم تغب فلسطين عن كلمته وحياته، لم يفقد الأمل يومًا بأن التحرّر من الاحتلال آتٍ لا محالة، وهو القائل بعد انتصار ثورة "25 يناير": "يا إخوانا في فلسطين، إحنا جايين"، ربما تجسيدا لجملته الشهيرة في أغنية يا فلسطينية حين قال: "يا فلسطينية وأنا بدي سافر حداكو". وأضاف زكارنة "غاب الشاعر ولم تغب كلماته التي شغلت الناس والدنيا لم فيها من معالجات أنية لكل حدث هنا أو هناك، وجراءة قل نظيرها في النقد، ما أدى إلى اعتقاله في كل عصر من عصور الرؤساء المصريين، من جمال عبدالناصر مرورا بالسادات وصولا إلى مبارك الذي لم يستطع اعتقاله كثيرًا لأسباب مختلفة". وتابع أن أشعاره التي اخترقت كل جدار ستبقى حية في ضمير الشعب العربي من أقصاه إلى أقصاه، وليس فقط في وجدان الشعب المصري، كونه تطرق بنصه العامي الثوري إلى كل ما شهدت الأمة العربية من نكبات ونكسات. بينما جاءت تصريحات الشاعر الفلسطيني علي مواسي، أحد منظمي الأمسية، لتؤكد أن نجم أيقونة غنائية وقيمة هامة جدًا بالنسبة لشريحة واسعة من الفلسطينيين، واسمه مرتبط لدينا بفلسطين والعروبة ونضال الفقراء والمظلومين، وأغانيه حاضرة دومًا في أنشطتنا وفعالياتنا السياسية والثقافية. وإكرامًا لروح نجم وإسهاماته الثقافية والفنية العميقة والغنية، قال "مواسي" إن مسرح السرايا في يافا قرر بالتعاون مع عدد من الناشطين الثقافيين، إقامة أمسية ثقافية فنية تجمع محبيه تُقرأ خلالها قصائده، وتُغني أغاني من كلماته، ويسلط الضوء على تجربته الأدبية وسيرته النضالية، وهذا أقل ما يمكن أن تقدمه فلسطين والفلسطينيون لقامة أدبية بحجم أحمد فؤاد نجم. وكانت فعاليات تكريم الشاعر الراحل في فلسطين قد بدأت من "مسرح الميدان" في حيفا حيث أقيمت أمسية فنية تخللها بعض القراءت بعنوان "فلسطين تودع أحمد فؤاد نجم"، حيث أنشد الفنان الفلسطيني ألبير مرعب وابنته ماريا مرعب، عددا من أغنياته والشيخ إمام، فيما قراء الفنان عامر حليحل، عدد من قصائده. وفي رام الله نظم متحف محمود درويش أمسية غنائية أدت فيها "فرقة عشاق الشيخ إمام" بقيادة الفنان بشير الديك، عددا من أغانيه التي رددها جمهور الحضور في أداء جماعي لبعض القصائد الوطنية التي ألهمت الحماسة لدى عشاق الشعر العامي طيلة العقود الخمسة الماضية على امتدد الشرق الأوسط.