قال الدكتور يوسف زيدان الروائي والمتخصص في التراث العربي والمخطوطات، إن من المشكلات التي يواجهها المجتمع هو أن الشباب الثائر يعتقدون أن المجتمع سيستجيب بنفس السرعة التي تحدث على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن الواقع المعاش أكثر تعقيدا من الواقع الافتراضي، مؤكدًا أن النظام السياسي يحتوي بداخله على الحاكم والمعارض معا في دائرة واحدة، وفي حالة عدم التعايش بينهما لفترة طويلة سيقضي أي منهم على الآخر. وأضاف زيدان، خلال ندوته "الثورة الثقافية المفقودة" بكلية الآداب جامعة القاهرة اليوم، أن الشباب يميل بطبيعته إلى الثورية ولكنه لقلة خبرته يعتقد أنه سيصنع التغيير بسرعة، مشيرًا إلى قراءته لمسودة الدستور ورؤيته بأن نصفها غير مهم، متسائلا عن معنى المادة التي تنص على أن "الثقافة حق لكل مواطن"، لافتا إلى إمكانية كتابة أن "الإنتاج الفكري حق لكل مواطن" وغير لازم أن يكون تابعا للهيئة العامة للكتابة، مضيفا أن الفعل الإنساني وكل الأفعال الاجتماعية بما فيها الفعل الثوري إذا انعدم فيه الوعي الثقافي العام لدى أصحابه سيتحوّل إلى خراب. وتابع زيدان "لو معملناش ثورة ثقافية يُؤسس عليها الفكر السياسي والاجتماعي هيكون مالوش لزمة"، مستطردًا أن افتقاد الجزء الثقافي في الوعي المصري سيظل المجتمع في هذا الفضاء، مؤكدًا أن الثائر يجب أن يعطي نفسه فسحة من الوقت ليتدبر الأمور لأن "الوعي" هو الوقود الذي تحتاجه الثورة.