سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"ليونيد إيسايف" يتحدث ل"الوطن" عن مستقبل العلاقة بين القاهرة وموسكو رئيس وفد "الدبلوماسية الشعبية الروسية": "السيسي" يتبع سياسات حكيمة لمواجهة أمريكا وإسرائيل بعد عزل "مرسي"
درس في جامعة القاهرة، وحصل على دراسات عليا في الاقتصاد والعلوم السياسية، قبل أن يعود إليها مجددا في مهمة سياسية، على رأس وفد "الدبلوماسية الشعبية الروسية" لتعزيز علاقة بلاده مع مصر. ليونيد إيسايف، رئيس الوفد الذي انتهت زيارته لمصر أمس، والقيادى في حركة "شباب بوتين"، حاورته "الوطن" عن أهداف الوفد ومدى نجاح زيارته إلى مصر، فقال إن "مصر تحررت أخيرا من الهيمنة الأمريكية والتبعية لدويلة قطر"، مؤكدا أن "الشعب والجيش المصري أدرك خطورة تلك التبعية ويسعى لبناء علاقات جديدة تقوم على الاحترام المتبادل مع روسيا"، وأضاف أن "الروس عازمون على وضع حد لاعتماد الجيش المصري على السلاح الأمريكي"، وقال إن "المصريون يرون في الفريق السيسي صورة الرئيس جمال عبدالناصر". - إلى أي مدى ترى أن الظروف الحالية مواتية لتطوير العلاقات بين مصر وروسيا؟ للمرة الأولى منذ عقود، نرى أن هناك رغبة من البلدين معاً لتطوير التعاون بينهما وإعادة إحياء العلاقات التاريخية العميقة بينهما، في ظل اتفاق الإرادتين السياسية الرسمية والشعبية في البلدين معا. ونحن جئنا إلى مصر برغبة من الشعب المصري الذي كان سباقا في إرسال وفد الدبلوماسية الشعبية، ووجدنا ترحيبا وحفاوة كبيرة من المصريين، شعبا وحكومة، لذلك يجب علينا استغلال هذه الفرصة حتى تعود العلاقات بيننا إلى عصرها الذهبي. - كيف ترى أثر تطور العلاقات "المصرية-الروسية" من منظور الولاياتالمتحدةالأمريكية؟ العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدة كان من الطبيعي أن تنتهى إلى هذه الحال، لأن الولاياتالمتحدة لم تحترم يوماً إرادة الشعب المصري ومصالحه، وكان تبحث فقط عن مصالحها الاستراتيجية والعسكرية والاقتصادية في المنطقة. وبطبيعة الحال فإنه من غير المعقول أن تستمر علاقات طويلة الأمد على هذا الأساس. وفيما يخص العلاقات مع روسيا حاليا، الوضع يسمح بشكل كبير أن تتطور العلاقات إلى مستوى جيد في شتى المجالات، بدليل موقف الشعب المصري من زيارتنا؛ لأن الشعب المصري أراد أن يحصل على استقلاليته وسيادته وحريته وبناء علاقات جديدة تقوم على المصلحة المشتركة والحب والاحترام المتبادل ومعاملة "الند للند". - وهل تمثل زيارتكم دعماً لثورة 30 يونيو في مواجهة المواقف الأمريكية المترددة؟ بالطبع، لأنه قبل الثورة، كان من الصعب إقامة علاقات قوية نظراً لوجود الإخوان في الحكم، ونحن نصنفهم كجماعة إرهابية محظورة ضمن 100 منظمة أخرى في القائمة السوداء التي وضعتها المخابرات الروسية. كما أن القيادة السياسية المصرية في عهد الإخوان لم يكن لديها أي اهتمام بتطوير العلاقات مع روسيا. وجئنا اليوم لتقديم الدعم للقيادة الحالية في مصر، خصوصا في ظل توتر علاقتها بالولاياتالمتحدة مؤخرا. وأعتقد أن الشعب المصري ثار في 25 يناير و30 يوليو لأنه مل من "التبعية" وأراد تغيير هذه المعادلة، وحين حكم نظام الرئيس السابق محمد مرسي بقيت مصر تابعة للولايات المتحدة والقوى الغربية، وسعى "مرسي" والإخوان إلى زيادة تبعية مصر للولايات المتحدة وإسرائيل، حتى أنه جعل مصر بدورها وثقلها الاستراتيجي تابعة لدولة صغيرة مثل قطر، ما أثار دهشتنا، لأنه لا يعرف قدر مصر، لكن الشعب المصري تحرر الآن وأصبح مستقلا وصاحب السيادة بعد 30 يونيو، لذلك كان توجه الشعب المصري لتدعيم علاقته بروسيا مبادرة إيجابية نحو إعلان استقلاليته. - إذا كانت مصر وروسيا تصنفان الإخوان كجماعة محظورة، فكيف يمكنهما التعاون لمواجهتها؟ الإخوان لم يتعاملوا بمنطقية وعقلانية مع أحداث 30 يونيو، وتعاملوا بالعنف بعد وقوف الفريق أول عبدالفتاح السيسي إلى جانب الشعب، فأساءوا إلى نفسهم وكشفوا عن نواياهم. ففي الوقت الذي كان ينبغي عليهم الاستعداد للانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة، ذهبوا إلى الشارع لإشاعة الفوضى وقتل الناس. وعندما وصل الإخوان للحكم بعد سقوط الرئيس الأسبق حسنى مبارك، اعتقدنا أن هذه الجماعة ستستغل الفرصة للنجاح السياسي وتغيير السمعة التاريخية السيئة السائدة عنهم، لكنهم فشلوا وانتحروا سياسياً للأبد، وكل ما وعدوا المصريين به كان أكذوبة كبيرة. الشعب الروسي يستنكر سلوك الإخوان ويعتبرهم خطرا على الشعب المصري، وأعتقد أنه خلال الفترة المقبلة سيكون أحد الموضوعات المطروحة على طاولة البحث هو التعاون لمواجهة نشاط الإخوان على مستوى العالم في إطار التعاون الأمني بين البلدين ومكافحة الإرهاب الذي يعد أولوية، ومصر أصبح لها تجربة كبيرة في مواجهة التنظيمات الإرهابية، وهذا ما يعزز التعاون معها. - على ذكر التعاون الأمني بين البلدين، إلى أي مدى يمكن أن يتطور ذلك إلى تعاون عسكري في مجال التسليح؟ القيادتان المصرية والروسية لديهما إرادة لهذا التوجه، لكن ذلك يحتاج إلى بعض الوقت. وزيارة وزير الدفاع ولقاؤه بنظيره المصري خطوة مهمة في هذا الاتجاه، وأعتقد أن الفريق السيسي والجنرالات المصريين والخبراء المعنيين يفهمون تماماً خطورة تبعيتهم للولايات المتحدة في مجال التسليح، ويريدون وضع حد لهذه التبعية؛ لأن هذا يمثل خطرا على الأمن القومي المصري. وأعتقد أن الزيارة الأخيرة اهتمت ببحث هذا الأمر والبحث عن مخرج منه، وسنضع حدا لابتزاز الولاياتالمتحدة لمصر وجيشها "العاشر بين جيوش العالم"، وحتى تخلص مصر من التبعية للولايات المتحدة، ستحتاج إلى مزيد من الصبر. - ما هو انطباعك عن الفريق أول عبدالفتاح السيسي؟ المصريون يرون فيه الزعيم جمال عبدالناصر الجديد، وهو بالفعل لديه كل المواصفات والإمكانيات ليكون كذلك، والجنرال السيسي استطاع أن يتخذ قرارات قوية أثناء أحداث ثورة 30 يونيو، ولم يكن باستطاعة كثيرين لو كانوا في منصبه أن يبادروا باتخاذ هذه القرارات التي أنقذت الشعب المصري من سيناريو حرب أهلية. وبعد 30 يونيو اتبع الفريق السيسي سياسة حكيمة وواجه ضغوطا وتحديات كبيرة من المجتمع الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة وإسرائيل، ويكفي أن نقول أن "السيسي" أثبت أنه غير قابل للاستفزاز، ويحاول تطبيق سياسات تتوافق مع رغبات الشعب، فضلا عن أنه سياسي شاب، وهو أمر هام جدا، لأن لديه الكثير من الطاقة التي يمكن أن يطوعها في مصلحة الشعب المصري. - كيف سيساعد التقارب معكم على عودة السياحة الروسية إلى مصر؟ روسيا كانت ترسل نحو 2 مليون سائح سنوياً إلى مصر، وكان المصريون يتعاملون بشكل حضاري مع السياح في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وعندما وصلت جماعة الإخوان إلى الحكم، زادات التخوفات لدى السياح الروس من السفر إلى مصر نتيجة السمعة السيئة لهذا التنظيم، وكنا نرى أن الإخوان ليس لديهم القدرة على تأمين حياة المواطنين الروس في مصر، لذلك نعتقد أنهم خربوا سمعة مصر السياحية. لكن بعد 30 يونيو، ومع اتجاه مصر نحو الاستقرار وتحسن الأوضاع الأمنية، من الطبيعي أن تتدفق السياحة الروسية إلى مصر مجددا، بأكثر مما كان في عهد حسني مبارك خلال المرحلة المقبلة، وبدورنا سنروج للسياحة المصرية أمام الرأي العام والشعب الروسي، وسننقل لهم تأكيدات على أن مصر آمنة بفضل الجهود التي يبذلها الجيش الذي يعد صمام الأمان في مصر. ونرى أن الشعب المصري ينتظر دائما زيارة الشعب الروسي الذي يحب مصر ويدرس حضارتها في الصفوف الأولى للتعليم في مدارس روسيا.