فتحت الأزمة الخانقة للوقود السوق السوداء على مصراعيها لدرجة أن العربات الكارو أصبحت تجوب الشوارع والحوارى بالمدن والمراكز لبيع البنزين والسولار. وفى المنيا لم تعد الأسواق السوداء للبنزين والسولار فى الخفاء، بل إن مناطقها أصبحت معروفة للجميع، لدرجة أن الكميات التى تُسرَّب من محطات سمالوط تُطرح أمام مبنى إدارة المرور، وتعتمد عليها جميع السيارات المتجهة للطريق الصحراوى الغربى، على مرأى ومسمع من الجميع. وألقت أزمة انقطاع الكهرباء بظلالها على الوقود؛ حيث يضطر المئات من الأهالى إلى شراء مولدات كهرباء لإنارة منازلهم، وأدى هذا بدوره إلى تفاقم أزمة البنزين والسولار، وإلى وجود طوابير الانتظار أمام المحطات تمتد لمئات الأمتار، خاصة أمام المحطات التى تحصل على حصص كبيرة، ومنها: التعاون بحى شلبى، ومصر للبترول بوسط مدينة المنيا. فى نفس الاتجاه ضبطت مباحث التموين بالفيوم، بالاشتراك مع قوة كمين «الروس» الحدودى مع محافظة الجيزة فى طريق القاهرة - أسيوط الغربى، السيارة رقم 5241 س. ص مرور الجيزة، محملة ب800 لتر سولار مدعم، قبل هروب سائقها بها. كما تمكنت الحملة التموينية، تحت قيادة العقيد توفيق زكريا، رئيس مباحث التموين، من ضبط صاحب الحمولة ويدعى «كرم ك. ع»، 30 سنة، من محافظة المنيا، الذى حاول الهروب فى الجبال المتاخمة للكمين. تمكنت وزارة التموين فى حملاتها التى شنتها على أماكن بيع والاتجار فى الوقود المدعم بالسوق السوداء من ضبط 43 ألفا و38 لتر سولار وبنزين فى عدد من المحافظات قبل بيعها بالسوق السوداء تحررت عنها 19 قضية مواد بترولية وأشرف مفتشو التموين على بيعها لجمهور المستهلكين بالسعر الرسمى. وقالت الوزارة فى بيان لها إنه جار ضخ 18 ألف طن بنزين و38 ألف طن سولار بالمحطات مطلع الأسبوع المقبل، وأضاف البيان أن وزارة البترول تتفق على استيراد شحنات جديدة من الوقود خلال أيام لتغطية كميات النقص فى المحافظات التى تعانى عجزا. وقال فتحى عبدالعزيز، رئيس قطاع الرقابة والتوزيع: إن الوزارة ستعقد اجتماعا مطلع الأسبوع المقبل فى محاولة لإيجاد حلول لتلك الأزمة ومناقشة التقارير الصادرة من مديريات التموين فى المحافظات حول هذا الشأن بحضور الدكتور أبوزيد محمد أبوزيد، وزير التموين. وأضاف أن الاجتماع سيتم خلاله اتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحقيق الرقابة الكاملة من مفتشى التموين على جميع المحطات على مستوى الجمهورية.