لم أتعجب من مقال فهمى هويدى، فى «الشروق»، السبت قبل الماضى، الذى هاجم فيه جريدة «الوطن»، بعد نشرها خبراً كتبته مع زميلى المتميز خالد محمد، المحرر العسكرى بالجريدة، عن تفاصيل الاجتماع المغلق الذى عقد فى العاصمة الأردنية«عمان» على هامش مؤتمر حركات الإسلام السياسى، الأسبوع قبل الماضى، فقد كنت أتوقع بعد البلاغات التى قدمت ضده للمستشار هشام بركات، النائب العام، لما اشتمله مؤتمر الأردن من تحريض ضد الجيش والأنظمة العربية، أن يحاول التلون كعادته، ويخرج بأى حجة ليبعد عن نفسه التورط فى هذه الجريمة، خاصة أن المؤتمر تزامن مع اغتيال المقدم الشهيد محمد مبروك، الضابط المسئول عن ملف الإخوان فى الأمن الوطنى، وتلاه مقتل 11 جنديا فى الشيخ زويد. ونسى «هويدى» أن البيان الختامى للمؤتمر الذى ألقاه صديقه جواد الحمد، رئيس المؤتمر، تضمن نصا: «إن أى سعى لشطب حركات الإسلام السياسى فى بلادها سيؤدى إلى حروب داخلية بها»، وهذا الكلام أذيع على الهواء مباشرة ومسجل و«لو عايز نسخة منه يا هويدى أرسله لك لتتذكره» يعنى تحريض علنى على حرب أهلية لو لم يكن الإخوان فى المشهد السياسى فى أى بلد عربى، كما أنه من ضمن أهداف المؤتمر، إنشاء مشروع عربى إسلامى، والأزمة هنا ليست فى المسميات، لأن فى قاموس الإخوان «المشروع الإسلامى» هو «المشروع الإخوانى»، و«فهمى هويدى» يعنى «خلية إخوانية صاحية». أما ما يقوله «هويدى» وغيره فى الجلسات المعلنة للمؤتمر فيعلم أنه ليس مهماً، فهو مجرد تصريح ل«الشو الإعلامى»، مثله مثل مبادرته الأخيرة «من يتجرع السم»، التى اتضح أنها تمهيد لمحاولات الإخوان جر الدولة إلى الجلوس للحوار، وإظهار للإعلام أن هناك وسطاء ومنهم «هويدى» نفسه، فالأهم فى هذه المؤتمرات ما يدور فى الاجتماعات المغلقة التى تعقد على هامشها والتى لا يمكن أن تعقد هذه الاجتماعات أمام عيون الإعلام، ومنها الاجتماع المغلق الذى حضره «هويدى» فى فندق ريجنسى بلاس بعمان عقب نهاية اليوم الأول فى المؤتمر، واعترف به القيادى الإخوانى أنس التكريتى، المقيم فى لندن، قائلاً: «إنهم نظموا جلسة مغلقة حول الأوضاع العربية، عقب انتهاء اليوم الأول من المؤتمر، واتفق الجميع أن هناك أزمة حول أنه لا قبول للتيار الإسلامى فى بعض دول الربيع العربى»، وبالطبع لن يتطرق مراسل الصحيفة المستقلة الذى حضر المؤتمر للاجتماع المغلق -إذا كان أساسا علم به- لكونه عضوا فى حركة «صحفيون ضد الانقلاب»، التابعة لتنظيم الإخوان (يعنى حبايب مع بعضهم)، مع احترامى وتقديرى لكافة الزملاء فى هذه الصحيفة حتى لا يفسر أحد كلامى بشكل خطأ. نأتى لموضوع الاجتماع الذى جمع ممثلين بالجيش السورى الحر وقيادات إخوانية، والذى أزعج «هويدى» وإخوانه من التنظيم الدولى للإخوان، خاصة مع حوادث الاغتيالات الأخيرة، لأنه يثبت أن الأجهزة السيادية والأمنية سواء المخابرات الحربية والمخابرات العامة والأمن الوطنى، يتابعون المؤامرات التى يخطط لها خارج البلاد لضربها، ولن يسمحوا بمحاولة إسقاطها فى «حروب داخلية» مثلما يهدد مؤتمر حركات الإسلام السياسى، خاصة أن «الخلية الإخوانية فهمى هويدى» سبق أن أبدى غضبه فى مقال له بالزميلة «الشروق» يوم 10 نوفمبر الماضى، من قيام الشرطة بتأمين المؤسسات المتوقع استهدافها من الإخوان فى مظاهرات كل جمعة -وآخرها ما شاهدناه الجمعة الماضى من حرق مترو النزهة- بدل أن يخرج ويطلب من إخوانه التوقف عن استهداف المؤسسات فى مظاهراتهم، وكأنه يريد أن تترك الشرطة تأمين المنشآت وقت مظاهرات الإخوان لكى يحرقوها ويدخلوا البلاد فى «حرب أهلية»، مثلما خطط هو وإخوانه فى الأردن.