قال رئيس مجلس الشورى السعودي، اليوم، إن "النوم سيجافي سكان منطقة الشرق الأوسط بعد الاتفاق النووي، الذي أبرم بين (القوى العالمية وإيران) في إشارة إلى حالة عدم الارتياح الشديد التي تسود دول الخليج بسبب التقارب بين الغرب وطهران". وفي الوقت الذي تحدث فيه عبد الله العسكر، لم يصدر رد فعل رسمي من السعودية على نبأ الاتفاق الذي ستخفف الدول الغربية بموجبه العقوبات، مقابل الحد من أنشطة برنامج إيران النووي، وتكررت دعوات الرياض ل"واشنطن"؛ للالتزام بموقف صارم من "طهران". وقال "العسكر"، رئيس مجلس الشورى السعودي المعين، وهو (شبه برلمان يقدم المشورة فيما يتصل بسياسات الحكومة)، إنه "ليس لديه علم برد حكومة بلاده الرسمي، لكنه يشعر بالقلق شخصيًا". وأضاف "أخشى أن تكون إيران ستتخلى عن شيء (في برنامجها النووي) لتحصل على شيء آخر من القوى الكبرى على صعيد السياسة الإقليمية. أشعر بالقلق بشأن إتاحة مساحة اكبر لايران او إطلاق يدها اكثر في المنطقة." وقال العسكر "أثبتت حكومة إيران الشهر تلو الشهر أن لديها أجندة قبيحة في المنطقة وفي هذا الصدد لن ينام أحد في المنطقة ويفترض أن الأمور تسير بسلاسة". وفي الساعات السابقة لإتمام اتفاق الأحد اجتمع زعماء العاهل السعودي الملك عبد الله وأميرا قطر والكويت في وقت متأخر، أمس، لبحث القضايا ذات الاهتمام للدول الثلاث. ولا يشعر حكام دول الخليج، وجميعم من السنة، بارتياح تجاه إيران الشيعية التي تساند الرئيس السوري بشار الأسد في صراع تدعم فيه دول خليجية مقاتلي المعارضة. واتهموا طهران بإذكاء الاضطرابات في عدد من الدول منها اليمن والبحرين ولبنان والعراق. وتنفي إيران هذا التدخل. وقال العسكر "سكان المنطقة يعرفون السياسات الايرانية والطموحات الإيرانية. يعلمون أن أيران ستتدخل في سياسة الكثير من دول المنطقة". وفي الأشهر الماضية، زاد توتر السعودية بسبب الاستعداد الذي أبدته واشنطن للتعامل مع الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني وشكت من تردد أوباما في القيام بتحرك أقوى على صعيد الصراع السوري. وقال روبرت جوردان سفير الولاياتالمتحدة السابق في الرياض إن السعوديين قد يكونون قلقين إزاء اكتساب إيران نفوذا في المنطقة أكثر من قلقهم على امتلاكها قنبلة ذرية. وأضاف جوردان الذي كان سفيرا في الرياض بين عامي 2001 و2003 "الاتفاق قد يريح السعوديين من القلق بشأن اضطرارهم لمواجهة تهديد نووي من إيران لكن هذا لا يبدد مخاوفهم الجيوسياسية التي ربما تكون أكثر عمقا". وأضاف "لا يتناول هذا الاتفاق سلوك إيران فيما يتعلق بالشرق الأوسط، وبالتالي قد يشير إلى استعداد للوصول إلى مواءمات أوسع مع إيران يعتبر السعوديون أنها ليست في مصلحتهم".