سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«جبل الحلال».. ميدان المعركة المستحيلة بين الجيش و«الجهاديين» ارتفاعه 1800 متر وعمقه 60 كيلومتراً ويمتلئ بالكهوف وتحيطه مناطق وعرة تجعل اقتحامه شبه مستحيل
تحول جبل «الحلال» إلى أشهر جبال مصر فى ال48 ساعة الأخيرة، بعد المواجهات العنيفة الجارية حالياً فى سيناء، للقضاء على البؤر الإرهابية التى تحتمى به. وبينما تؤكد قبيلتا التياها والترابين، اللتان تسكنان المنطقة قرب الجبل، خلوه من أى عناصر إجرامية، فإن مصادر أمنية تؤكد أنه ملاذ لأغلب الخارجين عن القانون. يقول الدكتور محمد عزب، خبير الجيولوجيا والاستشعار عن بُعد فى جامعة الزقازيق، إن الجبل يزيد ارتفاعه على 1800 متر، بعمق 60 كيلومتراً، وتحيطه مناطق وعرة، مما يجعل مهمة قوات الأمن شبه مستحيلة فى الوصول إلى الهاربين والفارين، ويُضيف: «حدث تعاون بين أبناء المنطقة مع قوات من الجيش المصرى التى اتخذت من الجبل ستاراً لتحركاتها خلال تنفيذها بعض العمليات فى حرب الاستنزاف». وأوضح عزب أن الجبل يمتد من منطقة الفالوجة بالقرب من قناة السويس حتى شمال مدينة العريش، ومن منطقة وسط سيناء حتى عمق صحراء النقب داخل إسرائيل، ومن أهم مميزاته الجيولوجية ارتفاعه، الذى يجعل باقى المناطق منخفضة بجانبه، حتى التصوير الفضائى لا يستطيع أخذ لقطات لهذه المنطقة، مؤكداً أن المنطقة تحولت من منبع ثروات إلى مخبأ للإرهابيين، ليتحول الجبل من كابوس للإسرائيليين إلى فزاعة للمصريين. وأصبح جبل الحلال مسرحاً للمواجهات بين الشرطة المصرية والمطلوبين فى تفجيرات طابا وشرم الشيخ، حيث شهد الجبل مواجهات دامية وسقوط قتلى وطائرات وتفجير دبابات، كما وقعت مواجهات دامية وعنيفة بين قوات الشرطة وتنظيم التوحيد والجهاد، الذى اتخذ الجبل المنيع حصناً له، لكن المواجهات انتهت بعشرات القتلى من الشرطة، وبتصفية كاملة لأعضاء التنظيم، بعدما فقدت الشرطة المصرية طائرة أسقطها التكفيريون. ولم يذكر أحد الجبل منذ عامين، إلا فى 2011، بوقوع حادث أعاده للأذهان، عندما نفذت قوات من الجيش والشرطة العملية «نسر»، بحجة أنه يؤوى العناصر المطلوبة لدى الأجهزة الأمنية، على خلفية أحداث عنف فى سيناء، لكن المنطقة المحيطة كانت خالية من أى مطلوبين، وأوضح عزب أن الجبل أصبح ملاذاً للخارجين عن القانون لعدة أسباب، أهما أن تكوين الجبل من الحجر الجيرى، ونتيجة لأن منطقة سيناء ممطرة فى الشتاء، فيصنع الجبل كهوفاً ومغارات طبيعية، فيُصبح مأوى للهاربين، فى ظل غياب الأمن والقانون.