* الجبل تم استخدامه لإدارة المعارك بين الصاعقة والعدو الإسرائيلي في حرب الاستنزاف * العملية "نسر 2011" آخر عمليات المداهمة للجبل * سالم الشنوب المتهم في تفجيرات طابا احتمى بالجبل في عهد النظام السابق * الطبيعة الجغرافية للجبل جعلته منطقة وعرة يصعب الوصول إليها ذاع صيت جبل الحلال في الفترة التي شهدت مُلاحقة الخارجين على القانون في عهد النظام السابق باعتباره منطقة جبلية وعرة يصعب على الأجهزة الأمنية الوصول إليها، والمعتقد الشائع أن هناك عناصر عدائية من المتورطين في الأحداث التي أعقبت ثورة يناير 2011 ربما تكون قد هربت إلي الجبل. وكان لمنطقة جبل الحلال إبان عمليات الاستنزاف، دور حيوي وبارز لأسباب تتعلق ببنود السرية التي تفرضها بعض الجهات السيادية على الأهالي تمنعهم من الإشارة إلى هذه البطولات من بعيد أو قريب، فالجبل الذي يزيد ارتفاعه علي 1800 متر، وبعمق 60 كيلو مترًا استخدم في إدارة أهم المعارك الحربية بمنطقة الوسط بين جنود صاعقة تابعين للجيش المصري وقوات العدو الإسرائيلي وقتها، حيث يمتد جبل الحلال من منطقة الفالوجة بالقرب من قناة السويس جنوبًا، حتى شمال مدينة العريش، ومن منطقة وسط سيناء حتي عمق صحراء النقب داخل إسرائيل، ويمتلئ الجبل بالمغارات، ويعتبر الجبل امتدادًا لقمم جبال الحسنة والقسيمة وصدر الحيطان والجفجافة والجدي، وهو يحتوي على دروب لا يعرفها سوى البدو الذين يقطنون تلك المنطقة الصعبة، وهم قبائل التياهة والنخالوة وجزء من قبيلة الترابين، وهو ما جعله مكانًا مناسبًا لمقاومة القوات الإسرائيلية بعد هزيمة يونيو. وحدث تعاون من أبناء المنطقة مع فرق الكوماندوز المصرية أيام حرب الاستنزاف التي اتخذت من الجبل ستارًا لتحركاتها خلال تنفيذها بعض العمليات، فضلاً عن تحركات بعض بدو منطقة الوسط - متطوعين - لتنفيذ بعض العمليات الانتحارية. تحول جبل الحلال إلى كابوس يؤرق قيادة الجيش الإسرائيلي التي لم تجد وسيلة لاقتحام الجبل المنيع الذي يحمي تحركات أبناء المنطقة وكأنه يحنو عليهم ضد عدوهم ليتحركوا محتمين بصخوره السوداء بصحبة جنود الجيش المصري الذين كبدوا العدو خسائر، عن طريق بطولات لم يتم الإفصاح عن تفاصيلها حتى الآن. ولكن شهد جبل الحلال أيام النظام السابق في عهد اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية في النظام السابق والمقدم للمحاكمة حاليًا تنفيذ حملة لملاحقة الصادر ضدهم أحكام غيابية والخارجين على القانون وبالأخص سالم الشنوب على خلفية اتهامه في أحداث تفجيرات طابا، رغم أن ذويه يؤكدون انه ليس له اي علاقة بهذه التفجيرات، وهكذا كانت اعترافاته قبل ان يلقي مصرعه في مواجهات مع الشرطة بمنطقة جبل الحلال وهى التي اعطت لمنطقة جبل الحلال الشهرة وذياع الصيت، وكان وقتها إجمالي عدد الموجودين بجبل الحلال لا يزيدون عن 30 فردًا صادر ضدهم أحكام او ممن عليهم ثأر مع آخرين. ومع تنفيذ العملية "نسر" أواخر العام الماضي 2011، أعيد ذكر جبل الحلال مرة أخرى على أنه منطقة تأوي العناصر المطلوبة لدى الأجهزة الأمنية على خلفية أحداث عنف في سيناء ولكن لم تستمر الحملة في تعقبها للعناصر المطلوبة ربما لعلمها بأن منطقة جبل الحلال خالية من أي عناصر من المطلوبين لدي الأجهزة الأمنية وأن وجود انفاق مع غزة قد يكون قد سهل هروب هذه العناصر. كما أن أبناء منطقة جبل الحلال سواء من أبناء قبيلتي التياها أو قبيلة الترابين أكدوا أنهم حماة الجبل لمنع دخول أي عناصر مطلوبة للأجهزة الأمنية، مؤكدين أن جبل الحلال لا يوجد به خارجون على القانون أو ممن صدرت ضدهم أحكام سابقة، وهم يتصدون لأي عناصر غريبة تدخل الجبل لأنهم يمثلون ضررًا بالغًا عليهم، خاصة أنهم يعيشون شظف الحياة وصعوبتها في ظل نقص في الخدمات الأساسية ومن هنا فهم يضعون يدهم مع الأجهزة المعنية في مواجهة أي عناصر خارجة على القانون من المطلوبين للأجهزة الأمنية. والمتابع للموقف الأمني في سيناء في ظل الغياب الأمني الواضح يتأكد أنه لم يعد لجبل الحلال أي ميزة لكي يحتمي به الخارجون على القانون، لاسيما وأن هناك العديد من المناطق التي يوجد بها عناصر خارجة على القانون ويقومون بأعمال ضد أفراد الشرطة من حين لأخر، بينما منطقة وسط سيناء أصبحت خالية من أي أعمال توتر وعنف رغم اتساع مساحتها، ولم تعد مأوى لاختباء العناصر المطلوبة لدى الأجهزة الأمنية، حيث لا توجد ملاحقة حقيقية لهم خاصة بعد الثورة. ولعل ظهور الأسلحة المتطورة والحديثة يشير إلى وجود علاقة بينهم وبين بعض العناصر التى تنتمي الى فصائل وحركات جهادية في فلسطين، ربما تكون التحقيقات الأخيرة مع العناصر التي تم إلقاء القبض عليها كشفت عن بعض الأسماء التي تدعم هذه العناصر والتي تسعي الى تحقيق اهداف غريبة يرفضها الشارع السيناوي.