من الفرعوني ل"الإسلامي".. سوهاج قبلة الحج القديم وصانعة كسوة الكعبة

الاتجاه الديني تطبعت به المحافظة المصرية الجنوبية، منذ قديم الأزل وتتابع الحضارات احتفظت بملمح ديني يميز كل حقبة على اختلافها، وهو ما ظهر جليًا في استعراض القطع الأثرية الموجودة بمتحف سوهاج القومي والتي استعرضها الدكتور مصطفى وزيري، رئيس المجلس الأعلى للآثار، أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي في أثناء افتتاح المتحف اليوم.
الحج المصري القديم بدأ في المدينة التابعة لمحافظة سوهاج "أبيدوس"، عندما انتصر إله الخير عند المصريين القدماء "أوزوريس" على إله الشر "ست"، وكانت أول بدايات قصة انتصار الخير على الشر، وعندما قتل أوزوريس وفقًا للأسطورة وتقطع جسمه ل14 قطعة وجدوا رأسه في "أبيدوس" فصار الحج عند المصري القديم هو مكان وجود رأس الإله في أبيدوس.
آمن المصري القديم أن الحياة الأولى ستنتهي قريبًا أو بعيدًا ولكن الحياة الأبدية هي التي ستكون بعد الموت لذا كان "أوزوريس" هو آله الموت عند العالم الآخر، حسب معتقدهم الذي شرحه "وزيري"، لذا كانت منطقة "أبيدوس" تلك المدينة الفرعونية الأصل، وجهة المصري القديم لأداء الحج لوجود الإله الرئيس "أوزوريس"، واستعرض "وزيري" قطعًا متبقية من تلك الفترة في متحف سوهاج القومي.
استمر الحج منذ قديم الأزل مرورًا بالفترة اليونانية والرومانية والقبطية نهاية بالإسلامية، فضمت محافظة سوهاج ضمن معروضات متحفها "المحمل" وهو الموكب الذي كان يخرج من مصر كل عام حاملًا كسوة الكعبة وكان يصنع في مدينة "أخميم" التابعة لمحافظة سوهاج، واستعرض أمين المجلس الأعلى للآثار داخل متحف سوهاج أمام الرئيس جزءا من كسوة الكعبة التي كان تصنع في أخميم.