انتشر الجيش الليبى، أمس الأول، فى طرابلس، بعد صدامات دموية على خلفية توتر بين مجموعات مسلحة من طرابلس وميليشيات من مصراتة بعد أن تلقت الأخيرة أوامر بمغادرة المدينة، وطلبت السلطات فى مدينة مصراتة من الميليشيات التابعة لها مغادرة العاصمة، وصرح نائب رئيس المخابرات الليبية مصطفى نوح الذى اختُطف الأحد الماضى وأُفرج عنه الاثنين، بأن خاطفيه اقتادوه إلى مدينة الزنتان من دون تحديد الأسباب. وذكر شهود عيان أن عشرات من الدبابات والجنود انتشروا فى طرابلس، وكان الجنود يتوجهون فى آليات إلى وسط المدينة رافعين علامة النصر فى حين أطلق سائقو السيارات أبواقهم تعبيراً عن فرحتهم، وهذا الانتشار الاستثنائى للجيش الليبى يأتى بأمر من وزارة الدفاع وسط توتر شديد بين مجموعات مسلحة من مصراتة وطرابلس. وأعرب وزراء الخارجية الأوروبيون، أمس الأول، عن قلقهم إزاء «التدهور الكبير» للوضع فى ليبيا بعد الصدامات الدامية فى الأيام الأخيرة، وطالبت منظمة «هيومان رايتس ووتش» فى بيان «الحكومة الليبية بأن تفى فوراً بوعدها بنزع سلاح الميليشيات»، مؤكدة أن «ميليشيات مصراتة أطلقت النار على متظاهرين مسالمين مستخدمة بنادق هجومية ورشاشة وأسلحة ثقيلة»، وبدأت بالفعل الميليشيات انسحابها من العاصمة طرابلس أمس الأول. وعلى صعيد آخر، أعلن العقيد عبدالله الزايدى، المتحدث الرسمى باسم غرفة العمليات الأمنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازى الليبية، استقالته من منصبه احتجاجاً على الأوضاع الأمنية السيئة فى المدينة وعدم دعم السلطات للجهات الأمنية، وقال «الزايدى»: «إننى أُعلن استقالتى من منصبى وذلك بسبب تردى الأوضاع الأمنية فى مدينة بنغازى وعدم دعم السلطات للجهات الأمنية»، وكان «الزايدى» أعلن فى وقت سابق أن «موكب السعيطى تعرض لاستهداف خلال مروره فى منطقة الحدائق صباح الاثنين ما نجم عنه مقتل أحد المرافقين لرئيس الغرفة وإصابة أربعة آخرين بينهم واحد فى حالة خطيرة». وكانت غرفة العلميات الأمنية المشتركة لتأمين مدينة بنغازى قد دعت فى بيان إلى مساندة القوات التى ستخرج لتأمين المدينة والالتفاف حولها، لكى يستتب الأمن فى مدينة بنغازى التى تشهد اضطرابات أمنية واسعة النطاق تمثلت فى عمليات تفجيرات واغتيالات لرجال أمن وجيش ونشطاء سياسيين وإعلاميين بلغ عددهم قرابة 110 أشخاص.