"مع السلامة يابني.. مع السلامة ياضنايا، أنا سافرت الكويت علشان أأمن مستقبلك تروح تسيبني كده"؟ بتلك الكلمات ودع محمد عبد النبي أحمد نجله أحمد ذي ال21 عاما، الحاصل على دبلوم تجارة وكان يعمل مبيض محارة، شهيد أحداث رفح الأحد الماضي، إلى مثواه الأخير، في مشهد جنائزي مهيب شارك فيه الآلاف من أهالي قرية الكعامات بمركز أبو تشت في قنا، وذلك في التاسعة مساء اليوم الثلاثاء. وقال والد الشهيد ل"الوطن": "لن تنطفئ نار فراق ابني إلا عندما يتحقق القصاص من السفاحين الإرهابيين الذين أردوه غدرا، وأطالب القوات المسلحة بتعجيل القبض على كل من سهل مهمة الغدر بابني ورفاقه، وإعدامهم في ميدان عام". فيما طالب عدد من أهالي وأقارب الفقيد بإغلاق معبر رفح نهائيا، وتدمير كافة الأنفاق الواصلة بين غزة ورفح، للحيلولة دون تكرار مثل تلك الأعمال الإرهابية. وردد المشاركون هتافات "لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله"، فيما وصل الجثمان إلى مدافن العائلة مباشرة عقب وصوله للقرية، واضطرت قيادات المنطقة الجنوبية العسكرية إلى وضعه داخل سيارة الإسعاف وتمريرها بين مدافن القرية، خشية تأثره تدافع شباب القرية نتيجة حبهم له، وأنزلته الإسعاف على مسافة 4 أمتار من مدفنه. واتشحت نساء القرية بالسواد برفقة والدة الشهيد وشقيقته، التي ظلت تنتظره لساعتين، مرددة "ياريتني كنت خبيتك.. ولا رحت سينا ياحبيبي"، وتزايد صراخها ونواحها كلما اقترب الجثمان من قبره. شارك في تشييع الجنازة اللواء عادل لبيب، محافظ قنا، وعدد من قيادات وجنود المنطقة الجنوبية العسكرية، الذين قاموا بوضع ثلاثة أكاليل من الزهور على قبر الشهيد، كما شارك أيضا اللواء محمد جمال، نائب مدير أمن قنا لقطاع الشمال.