أكد المهندس عمرو نصار، وزير التجارة والصناعة، حرص مصر على تحقيق التكامل الاقتصادي الإفريقي من خلال تعزيز دور الكيانات الاقتصادية الإفريقية الإقليمية والمضي قدما في عملية الاندماج بينها بشكل يساهم بفاعلية في إزالة القيود الجمركية والقيود غير الجمركية أمام حركة التجارة البينية الإفريقية وسهولة انتقال رؤوس الأموال وعناصر الإنتاج وخلق سوق إقليمي لكافة السلع والخدمات وتشجيع الاستثمار، خاصة وأن تكتل الكوميسا يضم أكثر من300 مليون نسمة ويفوق حجم ناتجه المحلي الإجمالي 600 مليار دولار. وقال نصار إن القارة الإفريقية تمتلك الطاقات والقدرات والثروات وأيضا الإرادة السياسية كي تنطلق نحو صنع مستقبل أفضل لشعوب القارة السمراء وهو الهدف الذي يجب أن تتضافر جهود الدول الأعضاء لتحقيقه حتى تصبح القارة الإفريقية قوة فاعلة ومؤثرة إقليميا ودوليا. تصريحات الوزير جاءت على هامش مشاركته في فعاليات القمة ال20 للكوميسا المنعقدة بالعاصمة الزامبية لوساكا والتي بدأت أعمالها أمس بحضور عدد من رؤساء الدول الإفريقية الأعضاء بتجمع الكوميسا. وأشار الوزير إلى ضرورة الاستفادة من التجمعات والتكتلات الإفريقية باعتبارها نقطة انطلاق رئيسية لتعزيز العمل الإفريقي المشترك، لافتا إلى أهمية تكثيف الجهود المشتركة لمواجهة التحديات والمستجدات على الساحة الإفريقية خاصة بعد إطلاق منطقة التجارة الحرة القارية في العاصمة الرواندية كيجالي خلال شهر مارس الماضي. ولفت نصار إلى أن انضمام مصر إلى اتفاقية السوق المشتركة للشرق والجنوب الإفريقي "الكوميسا" في يونيو 1998 وانضمامها إلى منطقة التجارة الحرة للكوميسا منذ إنشائها في أكتوبر سنة 2000، قد ساهم في تحقيق الاستفادة المتبادلة والمصالح المشتركة لكل من مصر والدول الأخرى أعضاء التجمع، حيث زاد حجم التجارة البينية، فبلغت قيمة واردات مصر من دول الكوميسا 154 مليون دولار عام 1998، زادت إلى 608 مليون دولار عام 2017 في حين زادت الصادرات المصرية بما فيها الصادرات إلى كل من ليبيا والسودان من 46 مليون دولار عام 1998 إلى1,6 مليار دولار عام 2017. وأوضح أن مصر ضخت استثمارات متزايدة في عدد من الدول أعضاء الكوميسا، مشيرا في هذا الإطار إلى المؤتمر الناجح الذي عقدته مصر حول الاستثمار في إفريقيا خلال شهر ديسمبر الماضي بمدينة شرم الشيخ، والذي استهدف جذب الاستثمارات الأجنبية للدول الإفريقية. وأشار نصار إلى أنه تنفيذا لمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي بجعل هذا الحدث سنويا، فإن مصر تتطلع إلى مشاركة أشقائها الأفارقة في منتدى إفريقيا القادم، كما أعرب عن تطلع مصر لاستضافة قمة الكوميسا الثانية والعشرون. ووجه الوزير الدعوة للدول الأعضاء بالكوميسا للمشاركة في المعرض التجاري الدولي الإفريقي الذي من المقرر أن تستضيفه القاهرة خلال الفترة من 11 إلى 17 ديسمبر 2018 وذلك بالتعاون مع بنك الاستيراد والتصدير الإفريقي، لافتا إلى أن هذا المعرض يعد الأول من نوعه حيث يمثل منصة لتبادل المعلومات حول التجارة والاستثمار والسوق بهدف تعزيز التجارة البينية بين الدول الأعضاء. ونوه وزير التجارة والصناعة إلى أن تجمع الكوميسا قد شهد خلال السنوات القليلة الماضية تطورا مهما وحيويا في تطوير آلياته من أجل العمل على تطوير البنية التحتية للمنطقة، مشيدا في هذا الصدد بالجهود التي قامت بها الكوميسا بالتنسيق مع النيباد من أجل العمل على تنفيذ الطريق البري الذي يربط القاهرة بكيب تاون، والخط الملاحي النهري الذي سيربط بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، بهدف توفير منفذا إضافيا لعدد من الدول الحبيسة الأعضاء في الكوميسا، وهو المشروع الذي أعلنت مصر التزامها برعايته والقيام بالمتابعة الدقيقة والمباشرة لتنفيذه.