بالصور| كافحت بأنبوبة لتربيته.. والدة "رابع الثانوية" تتمنى جلوسه بجوار السيسي

"هرولت مسرعة ملمة أطراف عباءتي السوداء التي تشبه لون بشرتي المحروقة من الشمس، لأفاجأ بتحول منزلي إلى قاعة أفراح وزغاريد، فقد أتى أهل القرية، لتهنئة بائعة الأنابيب على نجاح ابنها وحصوله على المركز الرابع مكرر بالشعبة الأدبية في الثانوية العامة"..
هذا ما روته نبيهة عبدالفتاح، 45 عامًا، بائعة أنابيب والدة الطالب محمود محمد صبحى بديوي، من قرية نطاف بمركز كفر الشيخ الحاص على مجموع 407.5 في الثانوية العامة، ل"الوطن"، مجسدة لحظات الفرحة التي عاشتها بعدما علمت نبأ وجود ابنها ضمن العشر الأوائل بالثانوية العامة.
"حملت لقب أرملة منذ 14عاما عقب وفاة زوجي، لكني بقيت في منزل عائلته تجنبا للشائعات، وكافحت من أجل تربية أبنائي الثلاث.. قاتلت خلف الكواليس.. مرت السنون دون أن أشتري لنفسي ملابس جديدة، لتوفير كل الأموال لسعادة أولادي".. تضيف نبيهة. موضحة أن أولادها كانوا يشعرون بالمسؤولية، ويقدرون ظروفهم المادية الصعبة. وتتابع: "فضلت العمل في بيع الأنابيب لأوفر نفقات الأولاد وفخورة بنفسي".
لم تكتف نبيهة ببيع الأنابيب بل فتحت محلًا صغير لبيع الطيور المذبوحة، لتدبير نفقات التحاق أولادها بالمرحلتين الإعدادية والثانوية: " كنت أخرج في عز الليل وفي الشتاء القارص والحر الشديد دون اهتمام من أجل توفير حياة كريمة لهم حتى لا يشعروا باليتم، وأتمنى أن يجلس أولادي بجوار الرئيس عبد الفتاح السيسي".