فى كل مكان على وجه الأرض يسكن المستشفيات والوحدات الصحية الصغيرة أطباء وممرضون ومرضى، أما فى قرية «الأمل» التابعة للوحدة المحلية للحاجر بمركز كفر الدوار، فالوحدة الصحية الوحيدة المفترض أن تخدم 150 ألف مواطن، يسكنها بوم وغربان وثعابين، فرغم إنشائها منذ عام 2002، فإنها لم تفتتح حتى الآن، ويضطر أهالى القرية إلى تلقى العلاج فى أقرب وحدة صحية تبعد عن قريتهم بحوالى 15 كيلومتراً. مأساة أهالى القرية لا تتوقف عند عدم وجود وحدة صحية، ولكن فى قيامهم بتوفير مساحة أرض تبرع بها أحدهم عام 2002 لإقامة الوحدة، وقيام الحكومة ببناء الأرض وتجهيزها، ثم إهمالها طيلة 11 عاماً، حيث لم تفتتح حتى الآن بحجة عدم وجود أجهزة وأطباء، وحسب رواية دسوقى شرف «تاجر»، فإن أهالى القرية ساعدوا فى بناء الوحدة بأموالهم وجهودهم وأمدوها بالمرافق اللازمة ومع ذلك لم تفتتح، وظلت معاناتهم مستمرة فى التنقل يومياً لمسافة أكثر من 15 كيلومتراً لتلقى العلاج. مصطفى لاشين، إمام مسجد، قال إنهم تحملوا عناء ومصاريف استكمال بناء الوحدة أملاً فى وجود صرح طبى يخدم أهالى قرى الأمل وغالى وشمس وأبوالنوم ومزرعة الوز وغيرها، لكنهم فقدوا الأمل بعد أن أخلف المسئولون بمديرية الصحة ومحافظة البحيرة وعودهم عشرات المرات: «قمنا بصرف 12 ألف جنيه على الدهانات والترميمات على أمل افتتاحها، لكنهم أخبرونا بأنهم لا يستطيعون توفير أطباء وممرضات». وحكى محمد حرفوش، «تاجر»، عن الشكاوى التى قدمها الأهالى لجميع المسئولين بالوحدة المحلية للقرية والمركز والمحافظة ومديرية الصحة، والتى لم تنته إلى شىء. عدم وجود وحدة صحية فى قرى الحاجر حسب محمد عشماوى، «مزارع»، أدى إلى ارتفاع حالات الوفاة بين المرضى بأمراض مزمنة لعدم وجود إسعاف سريع لهم، وما يزيد حزنهم هو تحول مبنى الوحدة إلى مأوى للعناكب والحشرات والغربان. ومن جانبه، أكد الدكتور محمد منيسى، وكيل وزارة الصحة بالبحيرة، أن هناك 32 وحدة صحية، تم إسناد أعمال تطويرها لهيئة الأبنية التعليمية، مشيراً إلى أن تأخر افتتاح الوحدة الصحية بقرية الأمل يرجع لانتظار المديرية للخطة الاستثمارية من قبل وزارة الصحة.