هاجم سياسيون، محمد مرسى، الرئيس المعزول، الذى تبدأ محاكمته اليوم بتهمة قتل متظاهرين فى أحداث الاتحادية، خلال فترة حكمه، على خلفية كلامه فى الفيديو الذى انفردت به «الوطن» فى مقر احتجازه، ويدعى فيه أنه لا يزال رئيس مصر، ويمتلك الشرعية. مؤكدين أن كلام «مرسى» دليل على أنه يعيش، تماماً كجماعته، «فى وهم» وخارج سياق التاريخ. وأبدى جورج إسحق، القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى، دهشته من كلام «المعزول». وقال ل«الوطن»، إن مرسى، ما زال «أسير الزمن»، ولا يدرك ما وصلت إليه الأوضاع فى الشارع المصرى، وبالتالى فإن توهمه وأنصاره وحلفائه أن السلطة التى ضيعوها بغبائهم ستعود إليهم مرة أخرى، هو ما يدفعهم ويحركهم نحو التخريب وممارسة العنف لاستعادتها، لافتاً إلى أن تصريحات «مرسى» لا تعبر عن أى إدراك حقيقى للأوضاع. وأكد إسحق، أن شرعية المعزول، سقطت مع خروج الملايين ضده فى 30 يونيو الماضى، للمطالبة برحيله، وحتى مع عدم اعترافه بنزولهم، فإن محاكمته ستكون تأكيداً على سقوط تلك الشرعية التى يتحدث وإخوانه عنها. وقال مجدى شرابيه، الأمين العام لحزب التجمع، إن ما قاله «مرسى» يدل على أنه لا يزال يعيش «الوهم»، وأنه أصبح خارج التاريخ و«فاقداً للأهلية». مضيفاً: «المعزول نسى أن من سمح له ولجماعته بحكم مصر هى ثورة 25 يناير التى نزل فيها قرابة 15 مليونا، ليطيحوا بحسنى مبارك الرئيس الأسبق، وعلى الرغم من نزول 30 مليونا ضده فى 30 يونيو، طالبوا برحيله وإخوانه، إلا أنهم يتحدثون عن صندوق الانتخابات الذى سرقوا فيه أصوات المصريين بالزيت والسكر، وبأكاذيبهم عن أنهم يمثلون الإسلام». لافتاً إلى أن «مرسى» هدد الأمن القومى لمصر، بانتمائه لتنظيم دولى خارجى، وهو ما يضع أسرار الدولة فى يد هذا التنظيم، فضلاً عن أنه أصدر قرارات بالعفو عن إرهابيين مجرمين، ووضعهم فى دوائر صنع القرار، وأصبحوا يضعون القوانين ويحضرون الاحتفالات العامة. وقال محمود عبدالله، المحامى، صاحب دعوى حظر تنظيم الإخوان، إن الإخوان يعتقدون أنهم الجماعة المسلمة الوحيدة، ومن دونهم غير ذلك، وأن الله ولاهم الحكم كى يحكموا باسمه، ولا يدركون قواعد الديمقراطية الحديثة والتداول السلمى للسلطة. فيما قال الدكتور محمود العلايلى، المتحدث الرسمى للجنة الانتخابات المنبثقة عن جبهة الإنقاذ، إن حديث «مرسى» يؤكد أنه لا يريد الاعتراف بالواقع، وما زال مصراً على دفع أنصاره للتظاهر والاقتتال مع الشعب المصرى لإعلاء مصلحته الشخصية ومصلحة تنظيمه المحظور. وأضاف «العلايلى»: «ما قاله الرئيس المعزول يؤكد هوسه بالسلطة، ولا أستبعد أن نرى خلال جلسات محاكمته خطبة عصماء منه، كما اعتاد خلال العام السابق من حكمه المنقضى، فى محاولة منه هذه المرة لشحن أنصاره، ودفعهم لاستمرار التظاهر للمطالبة بعودته للرئاسة مرة أخرى»، وأوضح أن كلامه فى الفيديو الأخير الذى نشرته «الوطن» يضعف موقف تنظيم الإخوان أمام المجتمع الدولى، خصوصاً بعد تأكيده أنه يحظى بمعاملة محترمة ولائقة من قبل رجال الأمن.