أعرف حاتم أبوالنور منذ سنوات عديدة، فقد التحق بفريق إعداد برنامج «الحياة اليوم» أثناء رئاستى لتحريره.. واستمرت علاقتنا بعد أن غادرت قناة الحياة.. وتزاملنا مجدداً فى جريدة «الوطن» التى خاضت معركة شرسة تعبيراً عن إرادة الشعب ضد نظام الإخوان، ونال كل من فيها الكثير من الاتهامات والتهديدات وحرق المقر وغيرها من أساليب الترهيب.. وكان «حاتم» مشاركاً بالطبع، فقد نشر كثيراً من الموضوعات التى تفضح سلبيات نظام الإخوان، ويبذل «حاتم» جهداً كبيراً فى عمله، ويتميز بالطيبة والود وبشاشة الوجه، مما يجعله مقبولاً لدى كثير من المصادر والقيادات، سواء فى الجيش أو الحكومة أو المعارضة تتيح له الحصول على معلومات وتصريحات مهمة انفردت بها «الوطن»، وكانت تمثل إضافة للبرامج التى عمل بها سواء «الحياة اليوم» على قناة الحياة، وبعده برنامج «ممكن» على قناة «cbc». أخطأ «حاتم»، لكن المناخ السياسى المصرى لا يتيح معلومات بما يتوافق مع قيام ثورتين، فكل موظفى الدولة همهم الأول حظر المعلومات وليس إتاحتها.. أخطأ «حاتم» ولكن ما لم يعرفه «الجيش» أن كثيراً من الصحفيين يتبعون وسائل مختلفة للحصول على معلومات صحفية تخفيها المؤسسات.. وإذا كانت سذاجته وطيبته وحرصه على تحرير بلده من الإخوان، قد زجت به فى منطقة شديدة الحساسية والخطورة وهى القوات المسلحة التى انتحل صفة أحد ضباطها، فإنه لم يتآمر على بلده ولم يحقق أى مصالح شخصية أو منافع مالية، لم يتجرأ على طلب أى معلومات أو أسرار عسكرية.. وقد قرأت التحقيقات والمكالمات المسجلة له عبر المخابرات الحربية وتذكرت خلالها استفسارات «حاتم» عن موقف الحكومة من تجاوزات قناة الجزيرة، ومتى سيتم حل جمعية الإخوان المسلمين.. وكلها أسئلة كان «المواطن» المصرى يبحث لها عن إجابات تشفى غليله مما يراه من عنف وإرهاب وتحريض وخيانة، واجتهد «حاتم» لتقديم خدمة للقارئ بطريقة قد تكون غير قانونية، وإن كانت عادة صحفية بعد أن فشلت كل الطرق القانونية، كما كان «حاتم» يستفسر عن أرقام تليفونات بعض المسئولين الحكوميين للتواصل معهم عبر الجريدة والبرنامج.. وبالمناسبة فقد حاول «حاتم» الوصول إلى معلومات حول أسباب مقتل الشهيدين محمد الجندى وجيكا. وحاول نظام الإخوان استغلال الواقعة لتشويه الإعلام، لكن النيابة العامة حفظت الواقعة وأفرجت عنه بضمان محل إقامته، أما القضية الحالية، فقد حُبس شهرين، فشلت شخصياً خلالهما فى زيارته سواء بالجيش أو بسجن الاستئناف، ثم صدر حكم بحبسه عاماً مع الشغل والنفاذ. أخطأ «حاتم» نعم، لكن حسن النية موجود.. وأخشى أن يكون الخطأ الأكبر الذى ارتكبه، أنه لم يسعَ لائتلاف ثورى يدافع عنه، أو حرض من ينظم له وقفات احتجاجية لنشر قضيته التى لم يُكتب عنها حرف، أو لتتضامن معه منظمات حقوقية غربية وأمريكية لتدافع عنه أمام محكمة جيش بلاده!!.