تظاهر آلاف المحتجين فى واشنطن للمطالبة بإقرار قانون لإصلاح برامج المراقبة التى كلفت بها وكالة الأمن القومى المتهمة بانتهاك الحياة الخاصة. وتأتى هذه التظاهرة وسط فضيحة نجمت عن تسريب المستشار السابق فى الاستخبارات الأمريكية «إدوارد سنودن» معلومات عن تنصت على اتصالات داخل الولاياتالمتحدة وخارجها، بما فى ذلك على قادة أجانب. وأثار الكشف عن تلك البرامج القلق فى الولاياتالمتحدة بشأن دور وكالة يعتقد البعض أنها أصبحت خارجة عن السيطرة. وتجمع المتظاهرون الذين بلغ عددهم بحسب المنظمين 4500 شخص أمام مبنى الكابيتول مقر الكونجرس، وأطلقوا هتافات ضد وكالة الأمن القومى، وكان من بين الهتافات «وكالة الأمن القومى يجب أن ترحل» و«أوقفوا الحكومة السرية وكفوا عن التجسس وكفوا عن الكذب». وقدم المتظاهرون إلى الكونجرس عريضة، وقعها عبر الإنترنت أكثر من 575 ألف شخص تطالب البرلمانيين ب«كشف الحجم الكامل لبرامج التجسس لوكالة الأمن القومى» المكلفة باعتراض الاتصالات على أنواعها. وجرت التظاهرة فى ذكرى مرور 12 عاما على إقرار قانون «باتريوت أكت» الذى منح وكالات الاستخبارات صلاحيات موسعة لمكافحة الإرهاب وحماية الأمن القومى. وقال رئيس مجموعة الإعلام والتكنولوجيا الحرة كريج أهارون أمام الحشد أن «الأمريكيين ليسوا وحدهم العالقين فى هذه القضية. نحتاج إلى اتخاذ موقف من أجل بقية العالم أيضاً». وكشفت تسريبات «سنودن» المستشار السابق فى الوكالة المكلفة بمراقبة الاتصالات، عن تسجيل مكالمات هاتفية لمواطنين أمريكيين ومراقبة مكالمات ملايين الفرنسيين والتنصت على الهواتف الجوالة لعدد من قادة الدول وأبرزهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيسة البرازيلية ديلما روسيف. وأدى الكشف عن هذه المعلومات إلى إحراج كبير لإدارة الرئيس باراك أوباما. وفى السياق ذاته كشفت مجلة دير شبيجل الألمانية أن الولاياتالمتحدة من الممكن أن تكون تجسست على هاتف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لأكثر من 10 سنوات، وأن الرئيس الأمريكى باراك أوباما أبلغ ميركل بأنه كان سيمنع التنصت لو كان علم به، إلا أن مصدراً بالاستخبارات الألمانية نقل عن كاسى ألكسندر، من وكالة الأمن الأمريكية، أن أوباما علم بالتجسس على ميركل وأنه سمح باستمرار عملية التجسس فى 2010 رغم اعتذاره لها.