طافت «لطيفة» شوارع الموسيقى، وبحار الشعر، وصنعت أسلوبها الغنائى المتميز الذى يزين الكلمات بالضوء والبريق الذى لا يعرف الزيف، طريقها الوحيد هو الفن الذى وجدت فيه العاشق والمحب، وحياة لا تخلو فيها لحظة واحدة من طرب يجلب الصفاء للنفس، ويداوى الجراح للعاشقين والثكلى الذين أصابتهم لعنة الحب. وهى تعيش هذه الأيام حالة من النشاط الفنى، فمنذ أيام قليلة وقعت عقد الموسم الثالث لبرنامجها «يلا نغنى» الذى يعرض حاليا على قناة MBC بنجاح، ومن خلاله استضافت مجموعة كبيرة من زملائها المطربين. كما انتهت من تسجيل ألبومين، أحدهما مصرى والثانى خليجى، فضلا عن إحيائها حفلا مهما فى المغرب حضره أكثر من 10 آلاف مستمع. بملامح هادئة وعيون متأملة ونصف ابتسامة، ونبرة صوت تجيد السباحة فى الفرح، وبملابس بسيطة لكنها شيك، جلست «لطيفة» أمامى فى مكتب شقيقتها «منيرة» فى الجيزة، وكان هذا الحوار الحميم. بعد النجاح الذى حققه برنامجك «يلا نغنى» فى موسمه الأول، وقرب انتهاء الموسم الثانى، ما تقييمك لهذه التجربة؟ - ضاحكة: أنا مطربة ولست مذيعة، ومن خلال برنامجى أستضيف مجموعة من زملائى وأصدقائى المطربين، نحكى ونغنى، فضلا عن أننى أعمل على إنعاش الذاكرة باستحضار تراث كبار مطربينا، وتقديمه للأجيال الجديدة بشكل عصرى، من خلال نجوم لديهم أصوات رائعة، أما بالنسبة للتقييم فهذا أمر متروك للنقاد والصحفيين. ما الصعوبات التى تقابلك فى عملك كمذيعة؟ - لا توجد أية صعوبات، بالعكس أنا مستمتعة جدا بالتجربة، لأن البرنامج يعبر عنى وعن قناعاتى الفنية، لكن هذا لا يمنع أننى كنت قلقة فى البداية، وحتى الآن ما زال يصيبنى القلق والتوتر قبل بداية أية حلقة جديدة. كيف يتم اختيار الضيوف المشاركين فى الحلقة؟ - بالاتفاق بينى وبين إدارة قناة الMBC، وقد اشترطت عليهم فى البداية أن يؤخذ رأيى فى كل ما يتعلق بالبرنامج، لأنه يصعب أن أستضيف فى برنامجى مطربا- أو مطربة- ليس له علاقة بالغناء، والحمد لله حتى الآن كل من استضفتهم كانوا نجوما مهمين فى عالم الغناء. ماذا تفعلين لو طلبت منك الMBC استضافة هيفاء وهبى؟ - هيفاء ليس لها علاقة بالغناء، وهذا ليس كلامى وإنما كلامها، ومن المؤكد أننا لن نوافق على استضافتها فى شكل البرنامج الحالى، لكن لو تغير مضمون البرنامج واحتجنا إلى نوع الغناء الذى تقدمه هيفاء وهبى يمكن أن نستضيفها. كيف استطعت إقناع المطرب الكبير هانى شاكر -بعد وفاة ابنته دينا- بالظهور معك فى البرنامج؟ - تربطنى بهانى شاكر وأسرته علاقة صداقة وطيدة، وأعتبره مثل أخى، وأصررت على استضافته لأننى كنت أريد إخراجه من الحالة النفسية السيئة التى كان يعيش فيها، لأننى مؤمنة بأن الفنان لن يداوى نفسه إلا بالفن الذى يسعد ويحزن به، وكان كل همى فى هذه الحلقة أن يظهر «هانى» بالشكل الذى اعتاد الظهور به قبل وفاة ابنته، لم أكن أريد أن يراه الجمهور حزينا. ما الحلقة التى لها «معزة» خاصة عندك؟ - حلقة «سميرة سعيد»، لأننا كنا أول مرة نلتقى بعد غياب سنوات طويلة، ولم يعتد الجمهور أن يرانا معا، والحمد لله حققت الحلقة نجاحا كبيرا، وقربت بين معجبينا الذين أطلقوا على الحلقة «لقاء القمة»، وأهم شىء حدث فى هذه الحلقة هو أننى كرمت فيها الفنانة التونسية الكبيرة «سولاف»، وكان التحدى الكبير أن نأتى بهذه الفنانة من تونس إلى لبنان لتكريمها، كما أعتبر حلقة عبدالله الرويشد من أجمل الحلقات التى قدمتها فى الموسم الثانى، لأنه غنى كما لم يغن من قبل، وفى نهاية الحلقة اعتذر لى عن كلام قاله عنى كمطربة فى برنامج مع اللبنانى «نيشان». وما الحلقة التى كنت تخشين منها وظهرت عكس ما توقعت؟ - حلقة المطرب طلال سلامة، لأنهم خوفونى منه وقالوا لى إنه قليل الكلام، لكننى اكتشفت أنه إنسان أكثر من رائع، وفنان متمكن وقادر. من المطرب الذى رفض الظهور معك فى البرنامج؟ - لم نتصل بمطرب ورفض، بل بالعكس كثير من المطربين اتصلوا بى بصورة شخصية، وطلبوا الظهور فى البرنامج. من هؤلاء المطربون؟ - ضاحكة: لن أكون «لطيفة» إذا ذكرتهم، لكن بعضهم أعلن ذلك فى البرنامج، مثل «طلال سلامة» الذى أعلن أنه كان يتمنى الظهور فى البرنامج بعد أن شاهد مجموعة من حلقاته. نشر كلام مؤخرا عن استضافتك لقيصر الغناء كاظم الساهر.. فمبروك الصلح بينكما؟ - ما نشر غير صحيح، وحتى الآن لم نستضف كاظم الساهر، لكن نتمنى أن يحدث هذا فى الموسم الجديد، لأنه من أهم المطربين على مستوى العالم العربى، وثانيا لم يكن بيننا خلاف أصلا حتى نتصالح، بالعكس العلاقة بينى وبينه أكثر من رائعة، وهو دائم الاتصال بى، سواء فى قطر أو دبى، وبيننا أغنية عاطفية مشتركة سننجزها خلال الفترة المقبلة، وهى من كلمات الشاعر الراحل عبدالوهاب محمد. معنى هذا أننا سنستمتع بصوت لطيفة يعانق مجددا ألحان كاظم الساهر بعد ابتعاد دام عشر سنوات منذ ألبومكما الجميل «ما وحشتكش»؟ - طبعا «ليه لأ»، فالتعاون مع «كاظم» شرف لى، لأننى «بمووووت» فيه على المستوى الإنسانى، والناس فى مصر تفتقد ألحانه، لأنها «واحشانا كلنا». بعيدا عن البرنامج، ما رأيك فى ثورات الربيع العربى؟ - لم تحقق أهدافها حتى الآن، ولا حتى بنسبة 50%، فما زال القتل والقمع والعداوات موجودة. هل أدليت بصوتك فى انتخابات الرئاسة التونسية؟ - أكيد، كنت حريصة على المشاركة. وما رأيك فى الرئيس التونسى الجديد؟ - لا أريد الحديث فى السياسة، وعموما هو رئيس مؤقت، ونحن فى انتظار الأفضل لأن تونس تستحق. وما رأيك فيما يحدث فى سوريا من نظام بشار الأسد؟ - لا تحدثنى عن أشخاص لأننى طول عمرى لا علاقة لى بزعماء ولا رؤساء، ولكن أنا مع الشعب على طول الخط، ولا أريد أن يموت الناس أو يستشهدوا، كما لا أريد أى تدخل أجنبى فى العالم العربى، وأحلم بأن تحل الشعوب مشاكلها بنفسها. حضر الرئيس بشار الأسد مسرحيتك «حكم الرعيان» هو والسيدة زوجته...؟ وقبل أن أستكمل سؤالى قالت: - بصراحة الدولة الوحيدة التى رحبت بعرض المسرحية هى سوريا، وهذا يحسب للرئيس بشار، ووقتها استغربنا ذلك، لأن المسرحية ضد توريث الحكم. تردد كلام كثير عن عودتك للمسرح الغنائى خلال الفترة المقبلة؟ - غير صحيح، لأنه لا يوجد مسرح غنائى فى العالم العربى إلا مع «الرحبانية». وماذا عن مسلسل «مع سبق الإشهار» للمؤلف وليد يوسف والمخرجة غادة سليم؟ - ضاحكة: تغير اسمه الآن، وفى الوقت المناسب سأقول لك كل شىء، وليس هذا هو المسلسل الوحيد المعروض علىّ، فلدى حتى الآن ثلاثة مسلسلات، وكلها تحوى موضوعات مهمة، لكننى أنتظر حتى تستقر الأوضاع السياسية والاقتصادية على مستوى العالم العربى. وما ملامح ألبومك الجديد؟ - لدى ألبومان، أحدهما مصرى أو عربى والثانى خليجى، وقد انتهيت من تسجيلهما، ولكن الحالة النفسية للمواطن العربى لا تسمح بطرحهما الآن، رغم إصرار الشركة المنتجة للألبوم الخليجى على طرحه بعد النجاح الكبير الذى حققه ألبومى الخليجى الأول «أتحدى».