أكوام من مخلفات البناء، معبأة فى شكائر بلاستيكية، تحملها عربة كاور متهالكة، يجرها حمار منهك الجسد، تقف لدقائق معدودة على رصيف الطريق الدائرى، لتلقى حمولتها فى وضح النهار، ليبدأ بعدها «العربجى» الذى يقود العربة، فى تفريغ الشكائر من محتواها، ليعاود الكرة ثانية بعد ساعات محدودة، تأتى «الكارو» مملوءة بكميات أخرى من مخلفات البناء إلى نفس المكان أو ربما أبعد قليلا. مشهد آخر، تتسلل سيدة ثلاثينية درجات سلم متهالك، يقبع على بعد أمتار من بيتها بمنطقة المنشية، عشوائية النشأة، على جانبى الطريق الدائرى، لتلقى كيسا بلاستيكيا أسود اللون، يحمل فى طياته مخلفات منزلها «الزبالة»، على كومة من المخلفات، ذات الرائحة العفنة، التى تحوم فوقها أسراب من الذباب لا يكف عن الطنين، وبين الحين والآخر تنبش فيها الحيوانات الضالة لتبحث عن طعامها بين ثناياها. هكذا تتكون وتتكاثر تلال القمامة ومخلفات الزبالة التى تشاهدها يوميا أثناء مرورك على الطريق الدائرى، حتى أصبحت تحتل أماكن ثابتة أمام المناطق السكنية، وتتراكم هذه التلال على رصيف الطريق ولا يوجد ما يمنع امتدادها إلى نهر الطريق وتغطية أجزاء من الطبقة الأسفلتية، كما رصدت عدسة «الوطن». كما تحتل تلال القمامة مطالع ومنازل الطريق الدائرى، المشكلة كما يرويها خالد حسن، أحد سكان منطقة المنشية، أن تراكم أكوام القمامة أصبح أمرا معتادا، على الطريق الدائرى، ولا تسعى الجهات المسئولة إلى منع إلقائها ورفعها، إلا عندما تصل لدرجة يصعب بقاؤها، حيث تتسبب فى تعطيل حركة المرور عندها يتحرك المسئولون، كما يقول الشاب ذو ال 28 عاما، لكن طالما لم تتأثر حركة المرور، فلا يوجد ما يمنع أن تظل المخلفات كما هى لأسابيع، دون مراعاة خطورة ذلك على بنيان الطريق نفسه، الأخطر كما يروى القاطن بجوار الدائرى، «عندما يتحرك مسئولو الحى يكتفون برفع مخلفات البناء من الطريق باللودر خلف الحواجز الأسمنتية التى تحدد الطريق من الجانبين، دون محاولة نقلها من خلال استخدام سيارات النقل كما يفترض أن يحدث». وفى ظل تجاهل المسئولين لرفع أكوام القمامة أو توفير صناديق لتجميعها، يتولى الأهالى التعامل معها بطريقتهم الخاصة، حيث يتم إشعال النار فيها كمحاولة للتخلص منها، ولكن النتيجة تكون عكسية، وفقاً ل«سعيد سعدونى»، أحد المقيمين بمنطقة بشتيل فى مواجهة الدائرى مباشرة، حيت تتصاعد منها الأدخنة الكثيفة التى تتسرب إلى داخل بيوت سكان المنطقة، «نضطر إلى إطفائها بالماء أو إلقاء كميات من الجاز أو البنزين عليها، حتى ينعدم الدخان وتشتعل النار التى سرعان ما تخمد بسبب وجود معادن صلبة ومواد لينة، تفشل النار فى التهامها، لنعانى من الدخان وتراكم القمامة معا، التى تنعكس آثارها على الأطفال بصورة أكبر». «مشكلة القمامة على الطريق الدائرى لا تختلف عن شوارع القاهرة التى تتجمع بها تلال القمامة».. هكذا تحدث ممدوح ربيع، مشرف عمال الخدمات على الطريق الدائرى، مضيفا أن المواطنين يتحملون جزءا من المسئولية بإلقائهم المخلفات على الطريق، ويتجاهلون إلقاءها فى الأماكن المخصصة لها، واصفا الإمكانيات المتاحة لهم سواء فى العنصر البشرى أو المعدات ب«المحدودة» مقارنة بمئات الأطنان من القمامة ومخلفات المبانى التى تلقى يوميا على الطريق الدائرى. اخبار متعلقة «الوطن» ترصد مشاهد تحول الطريق من «رئة مرور» تخفف الزحام إلى «حزام ناسف» حول العاصمة دولة «الدائرى» كمائن الشرطة تثبت إهمال «الداخلية»: واحد «شغال».. و9 «مهجورة» سلالم وفتحات وتعديات فى انتظار «الكارثة» «سكان العشش» على الطريق: «احنا ضحايا.. والحكومة بتعتبرنا مجرمين» الترشيد على طريقة «الكهرباء»: أعمدة الإنارة مضاءة نهاراً.. ومطفأة ليلاً الصيانة باستراتيجية «ربنا يستر» المواقف العشوائية: «البلطجية» يسيطرون برعاية رجال المرور.. و«كله من جيب المواطن» سيارات «النقل الثقيل».. «كوارث» تتحرك على طريق الموت