أصدر الدكتور سعدالدين إبراهيم كتاباً يتناول سيرته الذاتية، وتطرق الكتاب إلى النواحى الشخصية والاجتماعية، وذكر فيه نشأته السياسية وصراعاته مع بعض الحكام العرب ومع المفكرين والسياسيين والصحفيين. وتحدث عن فترة سجنه فى عهد «مبارك» وعلاقته بتنظيم الإخوان ودوره فى فتح قناة اتصال بينهم وبين المسئولين الأمريكيين، فضلاً عن مواقفه وعلاقاته مع بعض الحكام، مثل أنور السادات و«مبارك» ومحمد مرسى والملك فيصل والرئيس العراقى الأسبق صدام حسين والرئيس السودانى جعفر النميرى وحاكم قطر السابق حمد بن خليفة وزوجته الشيخة «موزة» التى وصفها ب«المتميزة»، وسوزان مبارك، فضلاً عن علاقته بالفريق أحمد شفيق، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، وتأييده له. وعن مواجهته مع «هيكل»، قال: إذاعة ال«بى بى سى» اللندنية تحرص على تعليقاتى على الأزمات، وكان هناك برنامج فكرته توجيه نفس الأسئلة لعدد من المعلقين، ثم اختار مُعد البرنامج أكثر المعلقين اختلافاً وتضاداً وبثها فتظهر كما لو كانت مسجلة حية بين خصمين سياسيين، ولم يخبر مُعد البرنامج من يوجه لهم الأسئلة مقدماً من سيكون الغريم، وكان غريمى فى إحدى الحلقات هو الكاتب الكبير الأستاذ هيكل، وكان «هيكل» يردد الخطاب الناصرى المشحون عاطفياً الخاوى من المضمون. وأضاف «إبراهيم» أنه التقى «هيكل» فى إحدى الحفلات ووصف مقابلته بأن بها مودة ظاهرة رغم خلافاتهم الفكرية المتزايدة منذ مراجعته لكتابه «خريف الغضب» عام 1982، كما ذكر سؤالاً وجهته صحفية ل«هيكل» عما إن كانت هناك حرب ستقع فى الخليج، حين حددت أمريكا 15 يناير موعداً كأجل نهائى لصدام حسين للخروج من الكويت، وهنا قال «هيكل»: «لا أعتقد أن حرباً ستنشب، تعلم الأمريكان دروساً لن ينسوها قى فيتنام ولبنان، ولن يقامروا بأرواح مزيد من أبنائهم ربما يمارسون ضغوطاً أخرى» وعن مواجهته ب«مبارك» ذكر «إبراهيم» أنه كان فى معرض القاهرة الدولى للكتاب عام 1991 وحرص «مبارك» على الالتقاء آنذاك بمفكرى مصر فى لقاء مفتوح، وكانت إجراءات الأمن مشددة وطال انتظارهم ل«مبارك» نحو 3 ساعات، وأثار تأخر «مبارك» استياءه واستياء بعض الحضور، مثل الدكتور محمد سيد أحمد والدكتور يوسف إدريس، والدكتور أنور عبدالملك، واقترح يوسف إدريس الاحتجاج للرئيس على عدم احترام المواعيد. وقال «إبراهيم»: حين جاء دورى للحديث نادانى «مبارك» ب«الدكتور إبراهيم» مثلما تفعل قرينته، وبدأ حديثه مع «مبارك» مهاجماً تأخره، وأنه أراد أن يوجه له سؤالاً من شقين، فقاطعه «مبارك»: «لا كفاية شق واحد»، ثم ضحك الجميع، وكان السؤال: «لماذا أرسلت مصر قوات ضمن التحالف الدولى الذى يعمل على تحرير الكويت؟ وكيف ستتصرف مصر لو أن إسرائيل أقحمت نفسها فى المعركة وهاجمت الكويت؟».