قيل والله أعلم إن إنتاج مسلسلات رمضان هذا العام حوالى ستين مسلسلاً وفى قول آخر سبعين.. دعنا نمسك الخشب فلا يحسد المال إلا أصحابه، وعلى عهدة اليوم السابع أن فضيلة المرشد فى رسالته الأسبوعية أكد استياءه من الكم الكبير من المسلسلات، واعتبرها خطة متعمدة تهدف إلى سرقة وقت الإنسان، وقال: إن الله قيّد شياطين الجن فى رمضان فهل نستسلم لشياطين الإنس؟ وبصرف النظر عن أسباب هذه الكمية الضخمة فعلاً من الأعمال، حيث تحول الشهر الكريم إلى سوق استهلاكى كبير للطعام والتسلية والترويح، وأصبحت المسلسلات حوامل للإعلانات الاستهلاكية، بداية من السمن حتى السيارات، وأصبح رمضان مهرجاناً سنوياً لمجتمع يبدو خالياً من المشاكل، وفى الحقيقة أنه مجتمع يتناسى أو يتغاضى عن مشاكله الحقيقية بداية من التنمية الاقتصادية حتى بناء نظام سياسى لدولة حديثة، مروراً بتحديث الفكر والخطاب الدينى والقيمى وتنمية العنصر البشرى بالعلم والتعليم، والتصدى للتخلف بدلاً من التصدى للجن والعفاريت والخرافات، ويمكننا أن نعتبر المسلسلات هى إفراز هذا المجتمع تعرض ما يشغل عقله وفكره وطموحه وإخفاقاته، وهى مثلها مثل طرح البحر الذى تحمله الأمواج إلى الشواطئ، فعندما تسير على الشاطئ ترى طرح البحر من أعشاب وأصداف وقواقع وكائنات بحرية ومهملات السفن، بل وربما صدمت برؤية جثث الغرقى.. ولكن ربما تجد صدفة تحمل لؤلؤة. وعلى غير العادة فقد تجولت قليلاً على شاطئ المسلسلات وإليكم بعض ما التقطته من الصالح فى طرح البحر. - البلطجى.. آسر يس موهبة كبيرة برغم قلة أعماله. - الهروب.. دلال عبدالعزيز تطرق القلب فينفتح على مصراعيه. - الطرف الثالث.. محمود عبدالمغنى وأمير كرارة ونبيل عيسى ومحمد فراج بقيادة مخرج موهوب. - محمود عبدالعزيز فى باب الخلق ويحيى الفخرانى فى الخواجة عبدالقادر، نبيذ أنضجت أعنابه أرض خصبة وشمس ساطعة ونسيم محمل بأنفاس البحر عتق على مدى السنين. - شادى الفخرانى برعم جديد تأخر فى طرح زهوره فى الخواجة عبدالقادر. - نابليون والمحروسة.. مخرج ماهر صاحب حرفة متقنة يناطح ملحمة تاريخية هو شوقى الماجرى. فى النهاية أقر بأننى لم أتجول على كل الشاطئ، وكما قال المرشد من أين يأتى الصائم بوقت لمتابعة كل هذا؟! وأنا أقول وحتى الفاطر لن يجد الوقت الذى يستوعب المتابعة.