بروفايل| مختار جمعة.. الوسطية ننحدث

وقف فى وجه الإخوان وتهديداتهم معلناً أنه لن يتوانى عن التصدى لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى فى محاولتهم لإفساد موسم الحج هذا العام، وأعلنها مدوية قبل مغادرته القاهرة متوجهاً للأراضى الحجازية لرئاسة بعثة الحج. إنه الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، ذلك الرجل الذى لم يمسك العصا من المنتصف، كما يفعل بعض المسئولين، ولكنه حسم الأمر بالترحيل الفورى لمن يقوم برفع شعارات سياسية من الحجاج مثل علامة رابعة وخلافه، أو يحاول إثارة البلبلة أثناء أداء المناسك لتحقيق مكاسب سياسية. «جمعة»، ابن الثالثة والستين عاماً لم يخش تهديدات ووعيد الإخوان وأعوانهم وحروبهم عليه، ودعاهم إلى الكف عن استخدام وتوظيف الدين فى أغراض سياسية، لأن عدم الالتزام بآداب الإسلام فى أداء شعائر الحج واستخدام شعارات سياسية تفسد على الحجيج حجهم أو تعكر صفوهم أو تسىء للعلاقات الوطيدة مع السعودية الشقيقة. وزير الأوقاف، ابن محافظة بنى سويف، الذى حظى بثقة الإمام الأكبر لتولى الوزارة فى حكومة الدكتور حازم الببلاوى، أعلن الحرب على التشدد والتيارات التى تستخدم الدين كستار لأغراضها ومآربها الدنيوية. لم يتوقف «جمعة» عن ذلك، بل قالها صراحة إن الأحزاب الدينية والجمعيات التى تعمل بالدعوة أحدثت انشقاقاً وشرخاً عميقاً داخل المجتمع المصرى طوال العامين الماضيين بشكل منقطع النظير، ووصل الشقاق بين الزوج وزوجه والابن وأبيه والأخ وأخيه.
«جمعة» يعكف على وضع خطة تمكن وزارة الأوقاف من وضع يدها على جميع مساجد مصر كخطوة أساسية فى القضاء على الشقاق المجتمعى، على أن يولى الأزهر الإشراف على شئون الدعوة فى مصر لنشر الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والعنف والتشدد والحيلولة دون استخدام الدين مطية لمصالح دنيوية وأن ذلك سيساهم بشكل كبير فى جمع الناس على كلمة سواء.
وزير الأوقاف لمع نجمه بين وزراء الببلاوى لقراراته الأخيرة المتمثلة فى غلق الزوايا الصغيرة فى صلاة الجمعة، وخاصة أنه يراها منبع التطرف ووكراً للمنتسبين للدعوة من المتشددين لنشر أفكارهم، بالإضافة إلى قرار منع غير الأزهريين من اعتلاء المنابر وغيرها من القرارات ولكنها فى انتظار دخول حيز التنفيذ الفعلى، حتى يتم ضبط الخطاب الدينى كما تهدف وزارة الأوقاف حالياً. الوزير رفض وجود استثناءات فى حالة تنفيذ هذه القرارات، مصراً على أن يسرى القرار على الجميع. اللافت فى الأمر أن مختار جمعة اختار علماء الأزهر على رأس البعثات للإطاحة بمشايخ الإخوان والسلفيين، وحتى يعاونوه على مواجهة أى محاولات لإفساد موسم الحج.