لمة الأهل والأصدقاء فى ساعة «العصارى»، لم تكن تحلو سوى على سطح البيت، الذى كان شاهداً على الضحكات والأفراح قبل أن يتحول فجأة إلى ساحات للحروب، تتمركز عليه الأسلحة الفتاكة، ويحوى الملثمين وقطّاع الطرق، مخلفاً ضحايا وحوادث آخرها استهداف محطة استقبال القمر الصناعى بالمعادى من أعلى سطح سنترال مقابل له. من المفترض توفير أبراج مراقبة علوية فى أعلى نقطة تطلع عليها نقاط المراقبة الحاكمة فى المناطق الحيوية، مثل مرافق البنوك والفضائيات وغيرها من الأماكن الحساسة الخاصة بالأمن القومى المصرى بشقيه الأمنى والسياسى، وذلك وفقاً لرأى اللواء رفعت عبدالحميد، الخبير الأمنى والاستراتيجى، موضحاً أن أسطح المنازل تحولت بالفعل إلى أوكار إرهابية، نظراً لأن جميع الجناة يعلمون تماماً أن جميع الخطط الأمنية فى مصر، هى خطط أفقية وليست رأسية، بمعنى المتابعة والمراقبة وجمع المعلومات بطريقة أفقية، فى حين أن الإرهابيين يستغلون المناطق العليا، باعتبارها من الأماكن التى تحقق نتائج إيجابية، الأمر الذى يتطلب تمركز الجهات الأمنية فى المناطق العلوية من الأبراج السكنية، على أن تكون القوات مزودة بجميع الأدوات والمعدات المتخصصة مثل: النظارات المعظمة، أدوات الرؤية الليلية ووسائل الاتصال السلكية واللاسلكية، وهى أدوات متوفرة فى مصر، لكنها تستخدمها فقط فى الأبراج العلوية الحاكمة التى تحيط بمعسكرات الأمن المركزى وبالقرب من أسوار السجون. أضاف «عبدالحميد» أنه من الممكن القيام بعمل أبراج مراقبة مماثلة أعلى أسطح المنازل، على أن يتم تقسيم القاهرة والجيزة والمناطق الحيوية إلى مربعات وثمانيات، ولا مانع من أن يُستخدم برج الجزيرة، كأعلى نقطة حاكمة، لرصد العمليات الإرهابية، خاصة أنه مزود بالمناظير المعظمة. على العكس من مصر، تستخدم أسطح المنازل فى الخارج كمصدر مهم من مصادر الدخل القومى، على حد قول الدكتور حمدى عبدالعظيم، أستاذ الاقتصاد فى جامعة القاهرة، الذى أكد أن الحكومات فى ألمانيا تتبنى مشروعات لتشجيع إنتاج الكهرباء من الشمس من على أسطح المنازل، وفعلاً تنتج أسطح المنازل فى ألمانيا حوالى 4 آلاف ميجاوات من الكهرباء وهو ما يعادل 4 محطات توليد عملاقة وتشارك فى هذا المشروع نحو 100 ألف بيت فى ألمانيا وتدفع الحكومة 70% من التكلفة، الأمر نفسه يحدث فى أمريكا التى تستغل أسطح المنازل لعمل شركات صناعية كبرى.