لم تمر الذكرى الأربعون لانتصارات أكتوبر مروراً عادياً؛ بل كان لها مذاق خاص؛ فلأول مرة تمتلئ الشوارع والميادين بالمواطنين الذين خرجوا للاحتفال فى ميادين مصر المختلفة بعد أن اعتادوا قضاء هذا اليوم أمام شاشات التليفزيون لمشاهدة أفلام الحرب التقليدية والاستماع إلى الأغنيات الوطنية المحفورة فى نفوس ووجدان المصريين، الأمر الذى دفعنا لطرح تساؤل حول أسباب خروج المصريين بالآلاف للاحتفال فى مشهد مهيب يدعو للفخر. الدكتور نبيل عبدالفتاح، أستاذ العلوم السياسية، يرى فى هذا التصرف محاولة لإعادة إحياء شرعية نظام يوليو 1952؛ فالاحتفال هذا العام محاولة لتأكيد شرعية المؤسسة العسكرية فى مواجهة جماعة الإخوان التى تشكك فى شرعيتها. «محاولة للتعبير عن الالتفاف حول الوطن والاعتزاز بالانتماء إليه».. هكذا يفسر الدكتور محمد المهدى -أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر- الأمر، مؤكداً أن الانقسامات والصراعات التى شهدتها الفترة الانتقالية بعد الثورة كانت دافعاً لكى يحاول الناس استعادة مشاعر الاعتزاز بالوطن، بالإضافة إلى تفويت الفرصة على أى عدو خارجى يتربص بالوطن والوقوف فى وجه كل من يفرق بين طوائف المصريين. وأضاف: «هى رسالة لجموع الشعب المصرى تقول: ممنوع المساس بالجيش المصرى أو أى محاولة لتشويهه». الدكتور نبيل زكى، المتحدث الرسمى باسم حزب التجمع، فسر هذا المشهد بأنه شعور بالامتنان للمؤسسة العسكرية التى أنقذت البلاد من حكم كاد يقودها إلى الهاوية، مؤكداً أن هذه المؤسسة كانت ولا تزال تنحاز إلى الإرادة الشعبية منذ 25 يناير 2011 وحتى 30 يونيو 2013. وأضاف «زكى» أن زيادة المظاهرات الاحتفالية لا ترجع فقط لكونها الذكرى الأربعين لنصر أكتوبر، بل لأن الجيش بدأ عملية تحرير جديدة لسيناء ضد الجماعات الإرهابية، وقال: «هذه مؤازرة للجيش المصرى فى حربه الحالية التى لم تعد ضد إسرائيل.. بل ضد الاحتلال العالمى الجهادى لسيناء».