الحدث واحد لكن تأويله عند الإخوان اختلف من العام الماضى للحالى، فما اعتبره أعضاء الجماعة المحظورة العام الماضى رمزاً للعزة والكرامة اعتبروه هذا العام رمزاً للخزى والعار، نصر أكتوبر الذى رفع راية مصر أمام العالم احتفل به الإخوان العام الماضى أثناء وجودهم فى السلطة، وشوهوه هذا العام بعد فشلهم فى حكم مصر. مشهدان مختلفان؛ 6 أكتوبر 2012 تحل الذكرى ال39 لنصر أكتوبر، مرسى وأهله وعشيرته يحتفلون فى استاد القاهرة، ويرفعون علم مصر ويهللون لبسالة الجيش المصرى، أما 6 أكتوبر 2013، فينزل الإخوان وأنصارهم إلى شوارع مصر ويثيرون أعمال عنف وتخريب رافعين علامة «رابعة»، وبينما رفعوا العام الماضى شعار «شعب يبنى وجيش يحمى» استبدلوه هذا العام بشعارات مناهضة للجيش ومنها «الجيش المصرى الخائن قاتل الموحدين» و«عسكر قاتلون». التناقض الظاهرى فى الموقف الإخوانى ما بين العام الماضى والحالى، يراه نبيل زكى، المتحدث الرسمى باسم حزب التجمع غير موجود، ففى العام الماضى احتفل «مرسى» شكلياً بذكرى أكتوبر مع أهله وعشيرته ولم يحضر قادة الجيش الذين خاضوا الحرب، وهو موقف عدائى من نصر أكتوبر، مؤكداً أن الإخوان لا يعترفون بأبطال أكتوبر الموجودين ولا المنسيين، كما يزعمون، فهم على عداء دائم مع المؤسسة العسكرية، حتى لو قاموا بتصرفات شكلية، مستشهداً على ذلك باحتفالهم بالعدوان الثلاثى على مصر وهم فى المعتقلات، بخلاف قتل جنودنا الآن فى سيناء على يد من أخرجهم «مرسى» من المعتقلات. الفريق يوسف عفيفى، أحد أبطال حرب أكتوبر، أغضبته التصرفات الإخوانية سواء فى العام الماضى أو الحالى، حيث أوضح أن الرئيس مرسى وجماعة الإخوان المسلمين احتفلوا العام الماضى بنصر أكتوبر مع قتلة الأبطال، فى محاولة منهم لتدمير ذكرى أكتوبر، النصر الأبرز للعسكرية المصرية عبر تاريخها، وها هم هذا العام يحاولون المضىّ فى مخططهم الخبيث، بالإساءة لقادة الجيش والعسكرية المصرية، حتى يطمسوا ذكريات النصر تماماً من عقلية ونفسية الجيل الحالى والأجيال المقبلة.