أكد الدكتور خالد عبدالعزيز الحسنى، رئيس هيئة الثروة السمكية، أن إنتاج مصر من الأسماك يبلغ 1.4 مليون طن سنويًا، ويتم تغطية العجز بكمية 500 ألف طن بالاستيراد، مشيرًا إلى أن الإنتاج من البحر الأبيض المتوسط يمثل 13%، والبحر الأحمر 6%، والمزارع السمكية 65% من إجمالي الإنتاج، والمستهدف مضاعفة إنتاجية الفدان من تلك المزارع من 4 أطنان إلى 8 أطنان. وقال خالد الحسني، إنه بالرغم من موقع مصر المتميز بالنسبة لمصائد الأسماك إلا أن الصيادين يعتبرون الصيد في أعالي البحار مجازفة بسبب عدم امتلاكهم مراكب صيد مناسبة، بالرغم من ثراء ذلك العمق بكميات كبيرة من الأسماك تضمن للصيادين غطاءً جيدًا للتكاليف المرتفعة لرحلات الصيد، وهو بمثابة أحد أهم الأسباب وراء ضعف الإنتاج مقارنة بما تملكه مصر من مسطحات مائية واسعة، وهو ما دفع إلى الإسراع من بناء 15 مركب صيد كبيرة تمكن الصيادين من دخول أعماق البحار، إضافة إلى مشكلات أخرى كانتشار البوص ببحيرتي "البرلس" و"المنزلة"، الأمر الذي يقتضي تطهير البواغيز وإزالة الحشائش والبوص لتوسيع المجاري والمسطحات المائية للصيد. وأضاف أن من أسباب انخفاض إنتاجية الأسماك في البحر المتوسط هو ضعف خصوبة مناطق الصيد الحالية بالأسماك، والمعروف أن المحيطات هي الأعلى في هذا المجال، كما أن المتوسط بحر شبه مغلق ويستقبل العديد من الملوثات من الدول المطلة عليه، وبالنسبة للبحر الأحمر فإن الاستغلال السيئ للاستثمارات السياحية المطلة عليه تؤثر سلبيًا كمرابي طبيعية للأسماك، إضافة إلى أن اتجاهات أمواجه تنتهي عند سواحله الشرقية حيث شواطئ السعودية واليمن وهو ما يقلل من فرص الصيد عند شواطئه المصرية، لذا فإن التوسع في إقامة المزارع السمكية هو الحل الأمثل لزيادة إنتاج مصر من الأسماك. وأوضح أن خطط الهيئة تقضي بالتوسع في الاستزراع السمكي البحري بزيادة المفرخات والأقفاص السمكية، خاصة أن هذه المزارع ساهمت بشكل كبير في تحقيق الاكتفاء الذاتي من السمك البلطي النيلي باعتباره السمك الشعبي الأول بمصر وتنتج المزارع 70% منه . فيما أكد حسن الشوي، أمين عام نقابة الصيادين بالمطرية وبحيرة المنزلة، أن مساحة بحيرة المنزلة والتي تعد مصدر الرزق الوحيد تقريبًا لأهالي المنطقة تقلصت من 750 ألف فدان لتصبح أقل من 120 ألف فدان بفعل اتباع سياسة التجفيف بقصد الزراعة والتوسع العمراني، كما في حالة منطقة أم الريش ومناطق صان الحجر والحسينية و بحر البقر والتي كانت تشتهر في خلال فترة السبعينيات والثمانينيات بأشهر المزارع السمكية قبل أن يتم تحويلها إلى أرض زراعية، وفي دمياط في منطقة أبو جريدة تم تجفيف أكثر من 6 آلاف فدان، وأخيرًا تجفيف المنطقة الشرقية من بحيرة المنزلة من جنوب بورسعيد وحتى القنطرة والتي كانت تعرف بمشروع ناصر وهي مزارع سمكية، ما أدى إلى خروج مساحة 25 إلف فدان لاستغلالها في الزراعة.