"شوفها لأول مرة".. فيلم عن "عروس المتوسط": "إحنا إسكندرانية اتفاجأنا"

"كأنك بتشوفها لأول مرة"، جملة قيلت في مقدمة فيلم لم يتعدى ال5 دقائق وجسدتها تعبيرات الاندهاشة في أعين ووجوه مشاهدي فيلم عن لؤلؤة البحر المتوسط الإسكندرية، دون قول ولكنه يجذب العيون والقلوب إلى المكان الذي يطلق عليه أبناؤه "مدينة الرب".
قاضي وطبيب أسنان ومهندس وطبيب بشري ومرشدة سياحية وطالب، مهن 5 أشخاص قائمين على فيلم "لؤلؤة البحر المتوسط"، الذي اُفتتح به مهرجان الإسكندرية للأفلام القصيرة في منتصف الشهر الجاري، لا يمت أي منهم للأعمال الفنية بصلة غير الشغف وحب الهواية حد إتقانها، عملوا على إبراز المدينة التي يقطنونها ليراها أهلها بشكل لم يعتادوه ويلقون الضوء على معالمها السياحية وتراثها الشعبي الذي لم يلتفت إليه الكثيرون.
في الصيف الماضي، أطلق شابان منهما النسخة الصيفية للإسكندرية، ويقول مصطفى شلبي أحدهما، في حديثه ل"الوطن"، إن الانتقادات التي وجهت إليهم بخصوص تلك النسخة هو إظهارهم للأماكن السياحية المعتادة في الإسكندرية، كما تظهر عن شرم الشيخ والغردقة "شط وبحر وسما ومناظر جميلة"، فجاء التعليق من أبناء المحافظة إن ذلك ليس ما يرونه في حياتهم: "إحنا مش بنشوف الكلام ده ولا عايشين فيه"، فاعتمدوا في نسختهم للشتوية لتصوير ميدنتهم أن يكون نابعًا من قلب الحياة، ولكن بتفاصيل جمالية تُمارس وتشاهدها العيون يوميا دون إدراك جمالها: "حاجة حقيقية الناس تتفرج عليها لكن تتوهم بيها، بتشوف طبق الفول بس مش بتشوفه من اللقطة اللي أنا وريتهالك".
عروض باليه أو جلسة تصوير "يوجا"، ضباط البحرية أمام الجندي المجهول بمشاركة أجانب، آخرين يصطحبون كلابهم في السير على الكورنيش، تفاصيل يومية يمارسها سكان الإسكندرية فكان توفير جانب المصداقية والإبهار باستخدام تقنية تصوير ومونتاج معينة، والاعتماد على برامج جرافيك، لإظهار الصورة والقطات كأنها مكملة لبعض من حركات الناس"، بحسب شلبي.
الأجانب والإسكندرانية المغتربين هما الفئاتان المستهدفتان من الفيديو، ولأجل الفئة الأولى يقول شلبي، إن لفيلم مترجم إلى الإنجليزية والفرنسية والروسية والألمانية والإيطالية، وهو ما رأوا صداه من خلال عرضه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إذ شاهده حوالي 240 ألف مشاهدة في أقل من 20 يوما على طرحه.
4 شهور تصوير وشهر مونتاج، هي المدة التي استغرقها الفيلم القصير، وأرجع مصطفى شلبي ذلك، لكونهم غير متفرغين وقت تصويره، فجميعهم يعملون بمهن مختلفة، موضحا أنه عمل هو ومؤمن الشناوي، صاحب فكرة الفيديوهات، على المونتاج 12 ساعة يوميا، لمدة 10 أيام، وعند طلب إدارة مهرجان الإسكندرية للأفلام القصيرة أن يكون "لؤلؤة البحر المتوسط" هو فيلم افتتاح المهرجان، وافق "مؤمن" ورحب بالفكرة، ونُفذت بالفعل مع تعديل بسيط باختصار الجزء الأخير الذي يظهر فيه القائمون على العمل والاكتفاء بكتابة الأسماء لكبر مدته.
وأكد شلبي نية فريق العمل تكرار التجربة في جميع محافظات مصر، والتركيز على معالم سياحية ومناطق جمالية لا يعرفها أهلها، مع الاستعانة بمرشدين سياحيين.