أصدرت محكمة أمن الدولة في الأردن اليوم حكما بالسجن لعامين ونصف العام، بحق أردني قاتل في صفوف مسلحي جبهة النصرة التي تقاتل النظام السوري، بحسب تأكيد مصدر قضائي أردني. وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن "محكمة أمن الدولة أصدرت اليوم حكما بالسجن عامين ونصف بحق أردني ثلاثيني، كان أُوقف في فبراير الماضي إثر عودته من سوريا، بعد أن قاتل إلى جانب مسلحي جبهة النصرة". وأضاف أن "المحكمة أدانته بتهمة القيام بأعمال لم تُجزها الحكومة، من شأنها تعريض المملكة لخطر أعمال عدائية وانتقامية". وبحسب المصدر، فإن المدان "التحق بمقاتلي جبهة النصرة لمقاتلة قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وعاد إلى الأردن بسبب وضعه الصحي، وأُلقي القبض عليه لدى عودته". وبدأت محكمة أمن الدولة الاثنين الماضي محاكمة ثلاثة أردنيين وفلسطيني قاتلوا في صفوف جبهة النصرة بسوريا. ويقاتل مئات من أنصار التيار السلفي الأردني ضمن صفوف جبهة النصرة ضد نظام بشار الأسد. وشددت الأردن التي تؤكد استضافتها نحو 580 ألف لاجئ سوري منذ اندلاع الأزمة في مارس 2011، إجراءاتها على حدودها مع سوريا، واعتقلت وسجنت عشرات الجهاديين لمحاولتهم التسلل إليها للقتال هناك. ورفضت المملكة أكثر من مرة اتهام دمشق لها بالسماح للجهاديين بعبور حدودها للقتال إلى جانب المعارضة المسلحة في سوريا. وكان مجلس الأمن الدولي أضاف في 31 مايو الماضي جبهة النصرة الإسلامية السورية إلى لائحة المنظمات التي يعتبرها إرهابية، والتي تفرض عقوبات عليها لعلاقتها بتنظيم القاعدة. وكان زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني، أعلن في أبريل الماضي مبايعة زعيم القاعدة أيمن الظواهري، ليؤكد بذلك العلاقة بين جبهة النصرة والقاعدة. ويؤكد خبراء أن جبهة النصرة تتلقى الدعم من تنظيم القاعدة في العراق، ويشير مجلس الأمن بصراحة إلى العلاقة بين جبهة النصرة وناشطي القاعدة في العراق. وكانت الحكومة الأمريكية وضعت العام الماضي جبهة النصرة على لائحة المنظمات الإرهابية، كما أضافت في مايو اسم الجولاني على لائحة الإرهابيين. وفي حين تطالب الجبهة بإقامة حكم إسلامي في سوريا ما بعد الأسد، يرفض الجيش السوري الحر هذا الأمر.