استشهد سبعة فلسطينيين برصاص الجيش الاحتلال اللإسرائيلي، اليوم، خلال مسيرة احتجاجات واسعة شارك فيها عشرات الآلاف من الفلسطينيين على طول الحدود بين قطاع غزة و إسرائيل، بينما أصيب مئات آخرين بجروح. وتدفق عشرات الآلاف من الفلسطينيين، قرب الحدود بين غزة وإسرائيل في مسيرة احتجاجية أطلق عليها "مسيرة العودة الكبرى"، بحسب ما نشرته وكالة "أ ف ب". وأعلنت مصادر طبية فلسطينية، عن ارتفاع عدد الجرحى في المواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى 1100 فلسطيني شرقي قطاع غزة، وذلك حسبما أفادت قناة "سكاي نيوز" الإخبارية، في نبأ عاجل لها قبل قليل. واوضح أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة أن "حصيلة الشهداء سبعة وعدد المصابين بلغ 600 مصاب" وفقًا للتقديرات الأولية التي أعلنها لوكالة "أ ف ب". وبحسب المستشفيات المحلية فإن "حوالي 400 مواطن أصيبوا بالرصاص الحي بينهم عدد من الحالات الخطرة أو الحرجة". وأعلنت وزارة الصحة في غزة "استشهاد محمود سعدي رحمي" وقبله جهاد فرينه، 33 عامًا، الذي قتل شرق غزة. وكانت الوزارة اعلنت مقتل الفتى أحمد عودة، 16 عامًا، برصاص الجيش الاسرائيلي شمال قطاع غزة. وجاء ذلك بعد وقت قصير من إعلانها "استشهاد محمود ابو معمر ومحمد ابو عمر برصاص برصاص الاحتلال في المسيرات على حدود القطاع". وفي وقت سابق أعلنت أيضًا "استشهاد الشاب محمد كمال النجار، 25 عامًا، برصاص الاحتلال شرق جباليا" في شمال القطاع. وصباح اليوم، قتل مزارع فلسطيني في قصف مدفعي إسرائيلي شرق خان يونس في جنوب قطاع غزة. وتتواصل المواجهات بين آلاف المتظاهرين الذين اقتربوا من السياج الحدودي في المناطق الشرقية للقطاع وجيش الاحتلال الإسرائيلي. وأشعل شبان وفتية إطارات السيارات ورشقوا بالحجارة والزجاجات الفارغة العربات العسكرية المصفحة، بينما رد الجيش بإطلاق النار وقنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة. وقال مراسلو وكالة فرانس برس "ان عشرات الآلاف من الفلسطينيين يتدفقون إلى مراكز ومخيمات أعدت مسبقًا قرب حدود غزة مع إسرائيل، بدعوة من الهيئة الوطنية العليا للمسيرة الكبرى للاجئين التي تضم ممثلين لكافة الفصائل الوطنية والاسلامية. وعلى الجانب الآخر من الحدود نشرت القوات الإسرائيلية دباباتها وتمركز القناصة على سواتر ترابية. وكانت طائرة صغيرة بدون طيار تطلق قنابل الغاز تجاه المتظاهرين شرق غزة. واقامت الهيئة الوطنية العليا للمسيرة الكبرى التي تضم حماس والفصائل وممثلي اللاجئين، عشر خيام كبيرة في خمسة مواقع على طول الحدود بين القطاع واسرائيل، بينما نصبت عائلات عشرات الخيام الصغيرة. ونصبت الخيام على بعد أقل من مئتي متر من حدود تمركز قوات الاحتلال الإسرائيلية شرق مدينة غزة وشرق خان يونس في جنوب القطاع. ورفعت الأعلام الفلسطينية على الخيام بدون ان تشاهد رايات الفصائل المختلفة فيما كتبت أسماء العديد من البلدات والقرى وعائلات اللاجئين على الخيام. وقال طاهر سويركي عضو اللجنة التنسيقية المشرفة على المسيرة، أن عدد المشاركين بلغ "نحو مئتي ألف شخص شرق وشمال مدينة غزة، إضافة إلى عشرات الآلاف وسط وجنوب القطاع". وقدمت الهيئة آلاف وجبات الطعام للمشاركين في الاحتجاجات. وكان عشرات الآلاف من الفلسطينيين أدوا صلاة الجمعة في الخيام المشيدة في المناطق الخمسة. وعلى وقع الأغاني الوطنية أدت فرق فولكلورية رقصات والدبكة الشعبية وسط تفاعل كبير من آلاف المواطنين. وحذر افيخاي ادرعي الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي في فيديو باللغة العربية بثته وسائل إعلام إسرائيلية من أن "حماس تعرض أرواح البشر للازهاق فعليكم - الفلسطينيين - أن تكونوا حذرين". وكان رئيس الأركان الإسرائيلي غادي ايزنكوت، حذر الأربعاء من أن جنود الاحتلال الإسرائيليين سيطلقون النار إذا اقترب الفلسطينيون من الحدود وشكلوا خطرًا، وقال إن الجيش نشر تعزيزات لاسيما من القناصة على الحدود مع غزة. - "سلمية" - يتزامن بدء الاحتجاجات التي تستمر ستة أسابيع لتنتهي بحلول ذكرى النكبة في 14 مايو المقبل، مع "يوم الأرض" ذكرى مقتل ستة فلسطينيين برصاص القوات الاسرائيلية في 30 مارس 1976 في مواجهات ضد مصادرة اراضيهم. وقال خليل الحية القيادي في حماس لفرانس برس "نحن كشعب بكل فصائله سنخرج في هذه المسيرة التي نصر على سلميتها". واضاف ان "رسالتنا هي الاصرار على العودة". وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في كلمة له امام عشرات الاف المواطنين على الحدود الشرقية لمدينة غزة ان "مسيرة العودة الكبرى هي البداية للعودة الى كل ارض فلسطين". وتابع ان هذه المسيرة "برهنت للرئيس الأميركي دونالد ترامب ولصفقته الهابطة ولكل من يقف معها أنه لا تنازل عن القدس ولا بديل عن فلسطين ولا حل إلا بالعودة". وفي السادس من ديسمبر، أعلن ترامب الذي خالف عقودًا من السياسة الأمريكية على هذا الصعيد، نقل سفارة بلاده الى القدس تزامنا مع الذكرى السبعين لقيام دولة اسرائيل. واوضحت الدبلوماسية الأميركية ان نقل السفارة من تل ابيب تحدد في مايو. بدوره قال رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار في كلمة أمام المتظاهرين على الحدود الشمالية لقطاع غزة ان المسيرة هدفها "ان يلتقط العالم اجمع اليوم رسالة شعبنا للمحاصرين ان يعيدوا حساباتهم". وشدد السنوار الذي يدلي لاول مرة بتصريحات علنية على ان المسيرة "لن تتوقف وستستمر". الى ذلك، سار آلاف من الفلسطينيين الجمعة أحياء لذكرى يوم الأرض في مدينة عرابة في الجليل الأسفل، شمال اسرائيل حاملين الاعلام الفلسطينية بحسب مصور فرانس برس. والخميس، دعت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية الفلسطينيين داخل اسرائيل إلى إحياء الذكرى ال42 ليوم الأرض تحت عنوان "من أجل البقاء، والصمود في الوطن، الذي لا وطن لنا سواه". وحمل المتظاهرون الاعلام الفلسطينية واطلقوا هتافات تطالب بالحرية لفلسطين ومما قالوا "ما منهاب ما منهاب ..اسرائيل ام الارهاب". يصادف يوم الأرض في الثلاثين من مارس ويحيي ذكرى كفاح أهالي دير حنا وعرابة وسخنين في الجليل الاسفل ضد أمر بمصادرة الاف الدونمات من أراضيهم في سهل البطوف وهو من أخصب الاراضي الزراعية، فاندلعت هبة شعبية في ذلك اليوم من سنة 1976 قتل فيها ستة فلسطينيين وادت الى تراجع اسرائيل عن مصادرة الاراضي. تحاصر قوات الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة منذ العام 2006، وشددت حصارها عليه بعد سيطرة حماس. ومنذ عام 2008، شنت اسرائيل ثلاث حروب على قطاع غزة الذي يعيش فيه اكثر من مليوني شخص.