ترحيل 150 أسرة قبطية من منازلهم في قرية دلجا بالمنيا، مصرع اثنين في أسيوط على يد بلطجية، اختطاف شباب الأقباط وطلب فدية، اختلف العنف والسبب واحد "الإتاوة"، فمع استمرار تعرض أقباط الصعيد خاصة في المنياوأسيوط للعنف والاضطهاد والبلطجة، من جانب الإخوان تارة ومن جانب البلطجية تارة أخرى، أصبح فرض الإتاوات عليهم أحدث موضة في التعامل مع الأقباط في قرى الصعيد، وسط غياب أمني يزيد من حالات العنف والاحتقان في قرى الصعيد المهمشة. يشير نجيب جبرائيل، رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، إلى أن مثل هذه البلطجة تختلف عن الجماعات الإرهابية التي تنفذ عمليات سيناء بالسيارات المفخخة، إنما هي عصابات إجرامية ممولة من جماعة الإخوان بقصد إحداث ذعر واضطراب وفوضى بين الأقباط ضد الحكومة. وحمل جبرائيل الأمن مسؤولية حماية المواطنين، فهناك قصور شديد في حماية الأقباط خاصة في الصعيد، وناشدنا وزير الداخلية ومحافظ المنيا ولكن لم تتخذ أي إجراءات واستمر تهمشيهم أمنيا، كما لو أن الأقباط ليسوا شركاء في هذا الوطن، خاصة أن العصابات الإجرامية معروفة لدى وزارة الداخلية، ولكن الأقباط يدفعون ثمن احتشادهم وخروجهم في مظاهرات 30 يونيو. كما يرى الناشط شهير جورج، عضو المكتب السياسي لحزب مصر الحرية، أن هذه القضية مسؤولية الأجهزة الأمنية التي يقع على عاتقها حماية المواطنين أيا كان دينهم أو انتماءاتهم، وترجع ظاهرة الإتاوة المنتشرة إلى البلطجة خاصة مع غياب الأمن. وألقى جورج بمسؤولية القضاء على هذه الظاهرة المقلقة على الأجهزة الأمنية، خاصة في الصعيد الذي دائما ما يدفع ثمن تقصير الدولة، ما يؤكد أن مثل هذه القضايا لا تنتهي عند الأمن لأنه ما دامت وجدت البلطجة، وجدت البطالة واللامركزية في المحافظات ضعيفة الأمن، ما يوضح أننا نملك نظاما مركزيا ضعيفا لا يفرض سيطرته بقوة في المحافظات خارج العاصمة.