تعرض السفير القطري محمد العمادي، المندوب القطري ورئيس لجنة إعمار غزة، إلى الاعتداء والرمي بالأحذية بعد محاولة عمال النظافة بمستشفيات قطاع غزة الاعتداء على موكبه، على خلفية إعلانه، خلال مؤتمر صحفي، عن تخصيص بلاده لمبلغ 9 ملايين دولار كمنحة إنسانية لقطاع غزة المحاصر، لتمويل مشاريعها في القطاع، والمساعدة في حل الأزمة الإنسانية. السفير القطري المعتدى عليه، لم يفوّت الفرصة ليستخدمها في المتاجرة بالمساعدات التي تقدمها بلاده للقضية الفلسطينية، حيث أكد أن "الدوحة" تمد يد العون لغزة في الوقت الذي يراهم العالم ويراقبهم وهم يتعرضون للظلم ويموتون ببطء، بدليل تخصيص مليون دولار لترميم بيوت الفقراء وحل مشكلة الإيجارات، وتسديد رسوم الطلبة في الجامعات بمبلغ يصل لمليون دولار، ودعم حالات إنسانية ومرضية متفرقة ب2 مليون دولار. لم تكن تلك الواقعة هي الأولى التي تتباهى قطر فيها بمساعدتها للقضية الفلسطينية، حيث سبق أن أكدت اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة أن نحو 24 ألف شخص من مواطني قطاع غزة سيستفيدون من المبلغ المقدر ب 113 مليون ريال قطري والتي وجه "تميم" بصرفها لقطاع غزة للتخفيف من معاناتهم، فضلا عن التوقيع على حزمة جديدة من المشاريع، أبرزها المرحلة الأخيرة من مشروع "شارع صلاح الدين" بتكلفة تقدر بنحو 20 مليون دولار أمريكي، ومشروع "قصر العدل" بتكلفة نحو 10 ملايين دولار، ومشروع المرحلة الثالثة من "مدينة الأمل" ومشروع البنية التحتية للمرحلة الثانية ل"مدينة الشيخ حمد" ومشروع تأسيس مدرستي "مدينة الشيخ حمد"، إضافة إلى توقيع عقود المكاتب الهندسية والاستشارية التي ستشرف على هذه المشاريع ليصل إجمالي هذه المشاريع نحو 40 مليون دولار. حديث قطر عن المنح التي توفرها ل"غزة" لا ينتهي، حيث أعلنت ذات الجنة القطرية لإعمار غزة، مسبقا، عن منحة الحرب بعد قصف 2014 على قطاع غزة لتوفير عدد من المولدات الكهربائية لمراكز الإيواء وتوفير كل ما يلزم للنازحين فيها، مع توزيع مبالغ نقدية على أصحاب البيوت المدمرة لكل منزل مهدم وذلك مقابل إيجار ومستلزمات ضرورية، لتعلن "الدوحة" أن منحة الحرب بلغت 30 مليون دولار، مدعية أن ذلك "من منطلق واجبها الإنساني من دعم القطاع الصحي والمستشفيات". "أثبتنا أننا لا نغير مبادئنا"، تلك هي تصريحات "تميم بن حمد"، تعليقا على موقف بلاده من انتفاضة "لسكاكين" الفلسطينية في 2015، غير أنه، في الوقت ذاته، لم يكف عن انتقاد المواقف العربية إزاء الصراع العربي الإسرائيلي واتهامها بالتقاعس، وكان آخرها الترويج لفكرة علم الدول العربية بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، بل وتأييد بعضها للقرار. المشهد الإعلامي، لم يغيب عن المتاجرة القطرية بالقضية الفلسطينية، حيث سبق وأن روّج إعلام "الدوحة" لتأييد أهالي غزة لها، إلى حد تدشين أطفال فلسطين جدارية لحاكم الدوحة بعنوان "تميم المجد" على حد قول وسائل الإعلام القطرية.