للإفطار علامات، أذان المغرب ومدفعان ينطلقان، أحدهما بشكل رسمى فى قلعة صلاح الدين والثانى «موازى» فى شارع المعزلدين الله الفاطمى، وتحديدا أمام «كافى شوب اللورد» لينضم مدفع الإفطار إلى سلسلة الدولة الموازية. شكل واحد جمع المدفعين، التاريخى والحديث، وإن تميز الجديد بضى النحاس المصنوع منه، وعلم مصر الذى يحيطه من كل جوانبه، يحميهما خيمة أقيمت خصيصا للحفاظ على المدفع من عبث الصغار به تم عزلها بحواجز نحاسية مكسوة بالقطيفة الحمراء. تسأل عن صاحب الفكرة، فتأتى الإجابة سريعة: «ده الحاج فرج اللورد، الله يكرمه هو اللى عمل المدفع، كان هدفه جذب الزباين للقهوة بتاعته».. حاول الرجل الأربعينى أن يغير مجرى حياته، تاركا المهنة التى كانت تدر عليه دخلا كبيرا لكنه «من غير بركة» حسب وصفه، فاشترى المقهى البلدى الكائن فى الشارع العريق -قبل سنوات من تطويره- وحين قررت الدولة تطوير شارع المعز، قرر فرج أن يحول مقهاه إلى مزار سياحى هو الآخر. «مدفع رمضان ده اختراعى» فكرة خطرت على باله وقرر تنفيذها مهما تكلفت «المدفع اتكلف كتير -30 ألف جنيه-لكن أهالى الحى ساعدونى» حرفيو النحاس والحدادون من منطقتى الحسين والجمالية هم أصحاب الفضل فى ظهور المدفع بهذا الشكل «لو حد حاول يعمل المدفع ده من بره الجمالية كانت تكلفته هتبقى الضعف». المدفع ليس صورة فقط، فصوت انطلاقه يوميا يهز المنطقة ويعلم أهلها بموعد الإفطار والسحور، دون الحاجة للاستماع إلى مدفع الحاجة فاطمة الذى ينطلق صوته من الراديو. يحتفل المدفع هذا العام برمضانه الثانى، وقد قرر فرج أن يصبح مدفعه هو الرسمى فى المنطقة، الموازى فى مصر كلها، ربما يذكر التاريخ أن الأمير الفاطمى «خشقدم» السبب فى مدفع رمضان، وأن اللورد صنع مدفع شارع المعز.