جاء رد الحكومة السورية عدوانياً على عرض جامعة الدول العربية بتنحي الرئيس بشار الأسد، مقابل توفير خروج آمن له وعائلته، حيث اعتبرته تدخلاً سافراً في شئونها وأسفت على انحدار مستوى الجامعة. ورفضت دمشق عرض الجامعة العربية وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، جهاد مقدسي: "نأسف لانحدار الجامعة إلى هذا المستوى تجاه دولة عضو فيها، وأضاف: "بالنسبة إلى التنحي نقول للجميع الشعب السوري هو من يقرر مصير حكوماته". وكان وزراء الخارجية العرب توافقوا إثر اجتماعهم في الدوحة فجر أمس على عرض مخرج آمن على الرئيس السوري مقابل تنحيه بسرعة عن الحكم. وأعلنت الدول العربية أيضا أنها ستطلب للمرة الأولى من المعارضة والجيش الحر تشكيل حكومة انتقالية. وبخصوص مخزون البلاد من الأسلحة الكيميائية، قال مقدسي "لن يتم استخدام أي سلاح كيميائي أو جرثومي أبداً خلال الأزمة في سوريا مهما كانت التطورات الداخلية، هذه الأسلحة لن تستخدم إلا في حال تعرض البلاد لعدوان خارجي". وفي تصريحات ل "الوطن" اعتبر مسئول المجلس الوطني السوري في مصر، جبر الشوفي، أن الجامعة تفتش عن طريق أسهل للخروج من المجازر المستمرة في سوريا، وقال :"لكن الأسد لن يقبل بهذا الحل، كما أن الشعب يريد محاكمة الرئيس وأعوانه". وأضاف الشوفي:" من المبكر الحديث عن تشكيل المعارضة لحكومة انتقالية والأولوية الآن لوقف العنف وسحب آليات الجيش". في المقابل، قال الرئيس السابق للمجلس الوطني، برهان غليون، إن المجلس وأطراف المعارضة يبحثون الإعلان عن حكومة انتقالية لإدارة الحكم في سوريا. وعلى الصعيد الدولي، كشفت تقارير صحفية أمريكية عن أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تمارس ضغوطا سرية على الدول المجاورة لسوريا بهدف تسريع سقوط الأسد، وذلك من خلال استغلال علاقاتها مع حلفائها في المنطقة لوقف شحنات الأسلحة والنفط القادمة من إيران. وقال مسئولون أمريكيون لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية :"إن واشنطن تحاول منع السفن التي يشتبه بأنها تنقل شحنات من الأسلحة والنفط لسوريا من عبور قناة السويس". وأشارت إلى أن إحدى هذه السفن التي تدعى "الأمين" وتنتظر حاليا إذنا لعبور القناة مملوكة لأحد فروع شركة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للشحن، وفي هذا الشأن أجرى مسئولون أميركيون محادثات مع الحكومة المصرية لمنع عبور السفينة، متذرعين بأنها لا تحظى بتأمين دولي معترف به، على حد قول الصحيفة. وتابعت:" تهدف هذه الجهود كذلك إلى حمل العراق على إغلاق مجاله الجوي أمام الرحلات المتوجهة من إيران إلى سوريا". ولفتت الصحيفة إلى أن الولاياتالمتحدة تنقل معلومات استخباراتية حول سوريا إلى القوات التركية والأردنية التي تتعامل بشكل وثيق مع المقاتلين المعارضين. وذكرت الصحيفة من بين هذه المعلومات صورا من أقمار صناعية عسكرية وأجهزة مراقبة تكشف تفاصيل عن المواقع العسكرية السورية يمكن أن يستخدمها المعارضون