يشهد الكونجرس الأمريكي، خلافات في وجهات النظر بين أعضائه حيال التدخل العسكري المحتمل ضد النظام السوري، مع إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه سيطرح الموضوع على الكونجرس للتصويت عليه، قبل الإقدام على عمل عسكري يستهدف نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وباتت الانقسامات والخلافات السياسية العميقة في الكونجرس، سمة بارزة في الأعوام الأخيرة، إذ تبرز في المرحلة الراهنة، ثلاثة أطياف رئيسية في الكونجرس، تتبنى مواقف مختلفة حيال التدخل المحتمل ضد النظام السوري على خلفية اتهامه باستخدام أسلحة كيميائية. يضم القسم الأول، أعضاء "حزب الشاي" المحافظ المتشدد وشخصيات ليبرالية قوية، في سابقة ربما تعد الأولى، حيث يتقاسم الطرفان وجهة النظر ذاتها، التي ترى ضرورة "عدم القيام بتدخل عسكري ضد دمشق، وأن مقترح الإدارة الأمريكية بشأن الضربة المحتملة يعد "شاملا للغاية". ويعتبر السيناتور الجمهوري جون ماكين، وزميله ليندسي جراهام، من أبرز من يمثل القسم الثاني، إذ أكدا في بيان عقب إعلان أوباما التوجه إلى الكونجرس، أن الضربة المحتملة محدودة من حيث الزمن والنطاق ولا تكفي لإسقاط نظام الأسد، وأعربا عن عدم تأييدهما للمقترح، إلا أنهما خففا من لهجتهما أمس بعد لقائهما أوباما، حيث أوضحا أنه في حال رفض الكونجرس منح الصلاحية التي طلبها أوباما، فإن ذلك سيلحق الضرر بمصداقية أوباما والولايات المتحدةالأمريكية. ولا يزال ماكين وجراهام، يطالبان الإدارة الأمريكية بإيجاد صيغة من شأنها تقوية المعارضة وإضعاف قدرات نظام الأسد، فيما يشكل المترددون في الكونجرس الطيف الثالث والأكثر عددًا. وتبدو فرص أوباما في أخذ دعم مجلس الشيوخ حيال الضربة المحتملة قوية نسبيا، حيث يشكل الديمقراطيون الأغلبية، بينما تتجه الأنظار بشكل أساسي إلى مجلس النواب لمعرفة موقفه من مقترح الإدارة الأمريكية.