جرح أكثر من 10 أشخاص في قصف استهدف مستشفى للأمراض العقلية شمال سوريا، حسبما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم، فيما تستعر المعارك بين مقاتلين أكراد والفصائل المعارضة. وأوضح المرصد: "استهدفت قوات سوريا الديمقراطية بعدة جولات من القصف، مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي، آخرها استهداف مستشفى للأمراض العقلية والنفسية بمدينة أعزاز في الريف الشمالي لحلب (شمال) في الليلة الماضية". ولفت المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، إلى أنّ "القصف أسفر عن إصابة 14 شخصا على الأقل معظمهم من المرضى". وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، لوكالة "فرانس برس"، إنّه لم يتم التأكد من وجود جرحى بين الطاقم الطبي للمشفى. لكن المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي، نفى في رد على أسئلة "فرانس برس"، أنّ تكون القوات نفّذت جولات القصف التي أصابت المشفى. ويقدم المستشفى خدماته لأكثر من 100 مريض، إضافة إلى الأدوية والتشخيص ومعالجة كل حالة على حدة لعدة حالات، بما في ذلك الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة. وقال مراسل وكالة "فرانس برس" في المكان، إنّ عمال الإنقاذ والمسعفين هرعوا إلى المستشفى إثر سقوط القذائف، ونقل الجرحى إلى مستشفى آخر مجاور، وضمّد رجل يد أحد الجرحى المضرجة بالدماء، والذي فقد أصابعه، فيما كان جرحى آخرون يصرخون بصوت عال. وانهار الحائط الخارجي للشق الآخر من المبنى، فيما غطت التربة والركام الأسرّة المعدنية. ويأتي القصف وسط تصاعد التوتر بين وحدات حماية الشعب وتركيا، الواقعة على الحدود الشمالية للبلاد، والتي تخشى إقامة حكم كردي ذاتي على حدودها، وتصنف القوات الكردية على أنها منظمة "إرهابية". وصعدت تركيا تهديدها للأكراد في الأيام الأخيرة، بعد إعلان واشنطن عملها على تدريب قوة أمن حدودية في شمال سوريا، قوامها 30 ألف عنصر نصفهم من قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية مكونها الرئيسي. وهددت أنقرة بشدة بمهاجمة بلدة عفرين الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب التي تقع على بعد 20 كيلومترا جنوب غرب اعزاز. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مطلع الأسبوع، إنّ بلاده ستدمر "أوكار الارهابيين" في شمال سوريا، مؤكدا أن الجيش "جاهز" لشن عملية "في أي لحظة". وتعهدت وحدات حماية الشعب بصد الهجوم. وشهدت مناطق عدة تحت سيطرة الأكراد شمال سوريا، تظاهرات حاشدة أمس، تنديدا بتلويح تركيا بشن هجوم وشيك على مدينة عفرين، ردد خلالها المشاركون هتافات وشعارات مناوئة لأنقرة.