دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، أمس، أعضاء مجلس الأمن الدولى إلى اتخاذ موقف موحد «للتحرك من أجل السلام» فى سوريا، بعد أن زاد الهجوم الكيماوى المزعوم من الانقسامات بين روسيا والغربيين حول النزاع فى سوريا، وقال «مون»، فى خطاب ألقاه فى قصر السلام فى «لاهاى»، إنه «على مجلس الأمن الاتحاد للتحرك من أجل السلام»، مشدداً على أنه «وصلنا إلى اللحظة الأكثر خطورة فى هذا النزاع، وعلى المجلس أن يستخدم سلطته من أجل السلام، السوريون يستحقون حلولاً وليس صمتاً»، مؤكداً أن «سوريا هى أكبر تحدٍ فى عالم اليوم»، وتابع: «استخدام أسلحة كيميائية من أى طرف كان ومهما كانت المبررات وفى أى ظروف كانت، انتهاك شنيع للقوانين الدولية. فريق التحقيق الأممى فى سوريا، أخذ عينات ثمينة واستجوب ضحايا وشهوداً بعد أيام من الهجوم، دعونا نقل أعطوا فرصة للسلام، أعطوا فرصة للدبلوماسية، أوقفوا الحرب وابدأوا الحديث». ودعا المبعوث الأممى والعربى الخاص إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمى، أمريكا وروسيا لتقديم ما لديهما من أدلة للأمم المتحدة، حتى تتمكن من إعلان الجهة المسئولة عن الهجوم. وقال الإبراهيمى، فى حوار أجراه لبرنامج «هارد توك» أمس: «من حيث المبدأ، لا تروق لى فكرة اللجوء للعمل العسكرى فى تسوية الأزمات»، مشيراً إلى أنه منخرط فى محاولة التوصل إلى حل سلمى للأزمة التى وصفها ب«الرهيبة» التى تشهدها سوريا، وأكد: «استخدام أسلحة كيماوية أمر مريعا وبالغ السوء»، لافتاً إلى أن الأممالمتحدة تبذل الجهود من أجل الوقوف على ملابسات ما حدث، وأنه لا بد من الانتظار لحين الانتهاء من هذه التحقيقات لمعرفة ما حدث على وجه التحديد فى 21 أغسطس الجارى. من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، عبر حسابه على «تويتر»، إن «بريطانيا طرحت على مجلس الأمن مسودة قرار، أمس، يدين الهجمات التى نفذتها قوات الرئيس السورى، ويسمح باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين، قلنا دوما إننا نريد من مجلس الأمن تحمل مسئولياته فيما يتعلق بسوريا، اليوم هناك فرصة لكى يفعل ذلك». وقال مصدر دبلوماسى ل«وكالة أنباء موسكو»، إن «وزير الدفاع الفرنسى جان إيف لودريان، أجرى لقاء مطولاً مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولى عهد أبوظبى ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبحث معه جملة من الموضوعات خصوصاً الوضع فى سوريا وفى مصر»، من جانبه، قال مصدر فرنسى، إنه «نظراً إلى تسارع الأزمة فى سوريا، فإن الرئيس فرانسوا أولاند أراد من وزير الدفاع أن يجرى محادثات سياسية مكرسة حول الأزمة السورية مع قطر والإمارات، إذ إنه من المهم أن تكون لنا مع الدولتين رؤى متقاربة»، وأعلن وزير العلاقات مع البرلمان فى الحكومة الفرنسية آلان فيدالى، أمس، أن البرلمان الفرنسى دعا إلى عقد دورة خاصة، الأربعاء المقبل، مخصصة لسوريا. وطالب رئيس المجموعة الليبرالية فى البرلمان الأوروبى، «جى فرهوفستاد»، بضرورة تبنى الاتحاد الأوروبى لموقف مشترك تجاه أى عمل عسكرى فى سوريا، وتجنب تسجيل تصدع خطير بين دوله وذلك خلال اجتماع استثنائى لوزراء الخارجية الأوروبيين، داعياً إلى إرساء تحالف قوى بين الدول الأوروبية وتركيا والدول العربية لتحقيق ذلك. وعقد وزير الخارجية التركى «أحمد داود أوغلو»، اجتماعاً مع نظيره السعودى، الأمير «سعود الفيصل»، صباح أمس، تصدر خلاله ملفا الأزمتين السورية والمصرية جدول أعمال اجتماع الوزيرين.