45 عاماً.. ليست عمره كله، بل هى سنوات قضاها صالح عبدالمنعم غازى داخل أسوار شركة مصر للغزل والنسيج فى قسم الغزل، جاءها فى عهد جمال عبدالناصر، يتذكر جيداً اليوبيل الذهبى الذى كان يمنح للشركة على إنتاجها، ولا ينكر للرئيس الراحل أنور السادات 3 علاوات أمر بها لعمال المحلة، ولكنه يذكر جيداً أن الشركة فى عهد مبارك لا حصلت على اليوبيل الذهبى ولا منح العمال أى زيادات.. الرجل الذى يشارف على عقده السادس يعلم جيداً أن أمامه عاماً وسيغادر الشركة فى صمت، جاءها حينما كان يتقاضى 2 مليم يومية عمله، وبرغم تلك السنوات الطويلة التى أفنى عمره خلالها داخل الشركة، إلا أنه لم يحصل على أى ترقية فيها، بل إنه يذكر أنهم كانوا قد أحضروا إليه ورقة ما ليوقع عليها، يقول عن تلك الورقة «كان مكتوباً فيها إنى ولا بفهم فى الموز ولا البطيخ يعنى ماليش إنى اطلب ترقية».. يتذكر عم صالح يوم أن شعر بألم شديد فى قدمه منعه من السير باستقامة، فذهب إلى الطبيب وأكد له أنه بحاجة إلى إجراء عملية جراحية فى ركبته، وعندما طلب من الشركة أن تتحمل مصاريف العملية، قالوا له «عاوزنا ندفعلك 40 ألف جنيه.. ليه يعنى؟»، واكتفوا بإعطائه تصريح «دراجة» مكتوباً عليه «يسمح له بالدخول بالدراجة إلى داخل الشركة». «صالح» أب لابنة صيدلانية وأخرى تخرجت فى كلية التربية وثالث تخرج فى كلية تربية رياضية، كل ما يحلم به العامل البسيط أن يكون حظهم أوفر من حظه وأن يجدوا عملاً فى مكان يضمن لهم الاستقرار والعدالة ويقف بجانبهم يوم أن تغدر بهم الأيام.