عمره لم يتجاوز العام بعد، كان يجلس على الأرض يحاول أن يزحف ناحية والده، يشير له زملاء والده «تعالَ يا يوسف»، فيبتسم الصغير ويقترب ناحيتهم، حتى يصل إلى يد والده فيرتمى بين أحضانه، يوسف طارق محمد السعيد، جاء به والده ليبيت معه أثناء نوبة حراسة المعتصمين فى الليل، لا يعلم الصغير لماذا أتى ومن كل هؤلاء، لكن والده قال إنه سيحكى له يوماً من الأيام أنه شارك فى اعتصام عمال يطالبون بحقوقهم، وأنه اصطحبه معه لأنه كان يطالب بحوافزه التى سيشترى له بها ملابس جديدة بدلاً من تلك التى بليت تماماً، وليوفر له اللبن الذى يحتاجه، وليستطيع أن يوفر مصاريف ولادة زوجته التى اقتربت ساعة وضعها، فراتبه الذى لا يتعدى ال 700 جنيه لا يغنى عن فقر ولا يسد من جوع، كان الطفل الصغير سعيداً بكل ما يجرى حوله، ترجمة ذلك ابتسامة لم تفارقه، ولكنه بالطبع سيكون أسعد حينما يعود إلى حضن والدته وفى جيب والده ما يوفر لهم لقمة هنية فى شهر رمضان المبارك.