أشاد ألبرت شفيق، رئيس مجلس إدارة قنوات «أون تى فى»، بالدور الوطنى لوسائل الإعلام فى الدفاع عن مؤسسات الدولة، مؤكداً أن الفضائيات المصرية الخاصة فضحت خطط الإخوان ومؤامراتهم على المجتمع بالصوت والصورة، ما مهد لثورة 30 يونيو. وقال شفيق فى حواره مع «الوطن» إن وسائل الإعلام العالمية قامت بحملة شرسة ضد مصر ببث أخبار مغلوطة، وهو ما دفع قنوات «أون تى فى» لاستحداث بث باللغة الإنجليزية لمخاطبة الرأى العام العالمى وكشف تضليل بعض الفضائيات الأجنبية بشأن ما يحدث فى مصر. ■ كيف تقيم أداء الفضائيات فى الفترة الأخيرة؟ - لا يوجد إعلام محايد فى العالم كله، لكن هناك معايير مهنية تحدد مدى كفاءة العمل داخل أى وسيلة إعلام، ولأن الفضائيات المصرية وجدت نفسها أمام خيارين، أن تكون هناك دولة أو لا دولة، فكان موقفها الحاسم إلى جانب الحفاظ على مؤسسات الدولة لضمان الحريات الشخصية والسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية. ■ وهل انحازت «جميع» الفضائيات لخيار الحفاظ على الدولة المصرية؟ - عدد كبير من الفضائيات حاول القيام بدور من أجل هذا الهدف، فى الوقت الذى تلعب فيه بعض الفضائيات العربية دوراً معاكساً للمصالح المصرية تماماً. ■ وما تعليقك على استحداث بعض الفضائيات بثاً لمحتواها بترجمة إنجليزية؟ - فى ظل الهجوم الشرس من جانب وسائل الإعلام العالمية على الموقف الرسمى فى مصر، متغافلين عن الإشارة إلى الملايين التى خرجت إلى الشوارع ضد الرئيس المعزول محمد مرسى فى 30 يونيو، كان من المهم توصيل رسالة صحيحة إلى جميع شعوب العالم باللغة التى يفهمونها، لكن هذا وضع لا يمكن أن يستمر حفاظاً على مشاهدنا المصرى والعربى، مصر فى حاجة لقناة متخصصة باللغة الإنجليزية، وليس مجرد ساعات بث على فضائيات بالعربية. ■ معنى ذلك أن النسخة الإنجليزية ستتوقف؟ - تم إيقافها بالفعل، لأننا لسنا على قدر المنافسة، فقط أردنا توصيل رسالة «بلغتهم» مفادها أن ما ينقله الإعلام الغربى غير صحيح، والغريب فى الأمر أن الفضائيات الدولية مثل «بى بى سى» و«سكاى نيوز» نقلت عن «أون تى فى» لكنها اكتفت بنقل الصورة فقط مع تغيير محتوى الترجمة، وكذلك الحال مع السفارات والجاليات المصرية فى أوروبا وأمريكا التى طالبتنا بدعمهم بالبث الإنجليزى لتوضيح وجهة نظرهم للأجانب. ■ من وجهة نظرك، كيف ساهم الإعلام فى نجاح «30 يونيو»؟ - ساهم الإعلام فى ثورة 30 يونيو بنسبة لا تقل عن 85%، من خلال فضح ممارسات الإخوان، وكشف مؤامرات النظام ضد مصالح مصر ومن أجل المصالح الضيقة «للجماعة»، فضلاً عن دور الإعلام فى تشجيع الناس على النزول للتظاهر. ■ وما الفرق بين الرسالة الإعلامية فى عهد «مرسى» والفترة الانتقالية؟ - نمر حالياً بأصعب مرحلة، خصوصاً فى ظل حالة الاستقطاب المجتمعى الخطير، واحتقان الشارع ضد الإخوان والتيار الدينى عموماً، لدرجة المطالبة بإقصاء الإخوان والمتعاطفين معهم من العمل السياسى، لكن من المهم النظر إلى المستقبل وترك الماضى لتقييمه والحكم عليه فيما بعد. ■ وما ردك على ما يوجَّه لقناتكم من اتهامات بالتحيز والطائفية؟ - الهجوم علينا يعنى أننا ناجحون، وإن لم يحدث ذلك فهناك خطأ فى المسار المهنى. ■ وكيف تلخص سياستكم التحريرية فى فترة حكم الإخوان؟ - بمنتهى الوضوح، نحن قناة ليبرالية، ضد خلط السياسة بالدين، وفى عهد «مرسى» كنا ضد ممارسات النظام الذى يبيع السياسة بالدين من أجل تمكين الإخوان. ■ وما تعليقك على ما تردد عن ترك يسرى فودة وريم ماجد للقناة اعتراضاً على سياستها التحريرية مؤخراً؟ - خبر غير صحيح بالمرة، يسرى فودة يقضى فترة علاج فى لندن لعمل جلسات علاج طبيعى، وريم ماجد تقضى إجازتها السنوية التى كانت تقضيها فى شهر رمضان، واضطرت هذا العام للعمل فى رمضان بسبب تصاعد الأحداث. ■ كيف تعاملتم مع الملاحقات القانونية ضدك وضد بعض مذيعى القناة فى عهد الإخوان؟ - هذا ثمن كان لا بد أن يدفع، وهو مقابل الدفاع عن المبدأ وحرية الرأى والتعبير، والحمد لله كان النصر لنا. ■ وما موقفك من ميثاق الشرف الإعلامى الذى من المفترض أن يحكم عمل الفضائيات؟ - لا يوجد ميثاق حالياً، ومن المهم السعى لتأسيس هيئة لتنظم الإعلام، تضم العاملين فى صناعة الإعلام، كما هو معمول به فى الخارج، إلى جانب عدد من خبراء المهنة والقانونيين، وفقاً للوائح نظام وجزاءات تكفل الالتزام بالقواعد المهنية وتطبيقها بشكل حقيقى، كما تضمن أيضاً تنفيذ الجزاء على المخالفين، أما مصطلح «ميثاق الشرف»، فهو مطاط وغير قابل للتطبيق العملى.