يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم، نظيره النيجيري محمدو يوسفو غداة تناوله العشاء بمناسبة الميلاد مع مئات الجنود الفرنسيين المنتشرين لمكافحة الجماعات الجهادية في منطقة الساحل في إطار عملية برخان. وغداة العشاء الذي أكد خلاله أن "الجهد سيستمر" في 2018 لمكافحة الجماعات الجهادية في منطقة الساحل، تفقد ماكرون صباح السبت وحدات متمركزة في قاعدة نيامي الجوية المتقدمة، ثم يبحث مع يوسفو مكافحة الجماعات الجهادية في منطقة الساحل. وحرص ماكرون الذي جعل من هذه القضية إحدى أولويات رئاسته، على احترام التقاليد الرئاسية بزيارة القوات المنتشرة في الخارج في أعياد نهاية السنة. وقال للجنود الفرنسيين "أشعر بفخر كبير لوجودي معكم هذا المساء".وأضاف ماكرون في القاعدة الواقعة في مطار العاصمة النيجيرية نيامي "أنتم لا تستطيعون أن تنعموا بالهدنة (عيد الميلاد) وهذا أمر لا ننساه". وتابع "نفكر في عائلاتكم أنها تحمل عبء غيابكم. إنها تستحق شكرنا ودعمنا". وبعد عزف النشيد الوطني الفرنسي، جلس ماكرون وسط الجنود لعشاء فخم أعده لهم طباخ الإليزيه جيوم جوميز الذي وصل قبل يوم إلى نيامي. وانتهى العشاء بأغنية "عيد ميلاد سعيد" أنشدها الجنود لماكرون الذي بلغ قبل أيام الأربعين عاما. وأكد الرئيس الفرنسي أنه "تأثر كثيرا" قبل أن يقطع قالب الحلوى الذي صنع بألوان العلم الفرنسي. وحرص ماكرون على مراعاة الجيش بعد 5 أشهر على الهزة التي سببتها استقالة رئيس الأركان الجنرال جان دو فيلييه بسبب خلافات حول اقتطاعات في الميزانية. وكان رئيس الأركان الجديد الجنرال فرنسوا لوكوانتر حاضرا في نيامي. وقال ماكرون "أثق بكم" خصوصا في الكفاح في منطقة الساحل الذي "يشكل أولوية لأنه هنا يكمن أمننا ومستقبل جزء من القارة الإفريقية". وأضاف الرئيس الذي ترافقه وزيرة الجيوش فلورانس بارلي "علينا ألا نترك الساحل للمنظمات الإرهابية يجب ألا نتخلى عن شبر واحد من هذه الأرض". ويرى ماكرون أن العمل الذي بدأ في 2014 مع عميلة سرفال في مالي ثم عملية برخان، "وجه ضربات كبرى" إلى الجماعات الجهادية التي "لم تعد قادرة على أن تهز دولة". وأضاف أن هذه المجموعات باتت "مبعثرة في عصابات متنقلة" و"تسعى إلى توجيه ضربات غير متناسقة" في هذه الصحراء الهائلة حيث تشكل "أي شجرة صبار مخبأ ممكنا". وتابع الرئيس الفرنسي أنه لهذا السبب "سيستمر الجهد وبقوة" في 2018 "بهدف تحقيق انتصارات واضحة وكبيرة في مواجهة العدو". ويتوقع أن يعبر ماكرون عن ارتياحه لقرار الرئيس يوسفو توظيف وسائل عسكرية إضافية في قوة مجموعة دول الساحل الخمس التي تتعزز حاليا على أمل أن يبلغ عديدها بحلول منتصف 2018 5 آلاف رجل من البلدان الخمسة. وقال الإليزيه إن ماكرون سيعلن في الوقت نفسه عن "مشاريع تنموية ملموسة" خصوصا لإدخال مزيد من البنات إلى المدارس وهي واحدة من الأولويات التي حددها في خطابه إلى "الشباب الإفريقي" الذي ألقاه في واغادوغو في نوفمبر الماضي. وقال أحد قادة عملية برخان الكولونيل ريجي كولكومبيل إن "أساس المشكلة ليس الإرهاب بل التخلف والتهريب وتأثير زيادة عدد السكان. كل هذه المشاكل يجب أن تحل". وتضم القاعدة الجوية في نيامي التي يزورها ماكرون السبت وتشكل "مقر قيادة" برخان أكبر عملية عسكرية خارجية تقوم بها فرنسا حاليا، 500 رجل ومقاتلات من طراز "ميراج 2000" وطائرات نقل وأخرى بلا طيار.