في منزله بجنوب أفريقيا، ووسط أفراد عائلته، احتفل المناضل ورئيس جنوب أفريقيا الأسبق "نيلسون مانديلا" بعيد ميلاده الرابع والتسعين. كان طلاب المدارس، قاموا بغناء "عيد ميلاد سعيد" كهدية إلى "مانديلا" المناضل التاريخي ضد العنصرية بجنوب أفريقيا، ليشاركوا الاحتفاء العالمي به وبيوم مولده. "نيلسون مانديلا"، الذي لقبته قبيلته ب"ماديبا" التي تعني "العظيم المبجل"، والمولود في الثامن عشر من يوليو عام 1918، بدأ نشاطه السياسي معارضًا لنظام الحكم في جنوب أفريقيا، والذي كان محصورًا بين الأقلية البيضاء فقط، والتي كانت تنكر كثيرًا من حقوق السود الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ثم انضم إلى المجلس الأفريقي القومي الذي كان يعمل للدفاع عن حقوق الأغلبية السوداء في السنغال. آمن "مانديلا" بالكفاح السلمي ضد سياسات التمييز العنصري، إلا أنه وبعد إطلاق النار ضد متظاهرين عزل عام 1960، قرر مانديلا مع زعماء المجلس الأفريقي القومي التحول للمقاومة المسلحة. قضى "مانديلا" في السجون فترة طويلة من عمره، بلغت ثمانية وعشرين عامًا، حيث حكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 1964 لتتصاعد بعدها النداءات بهدف تحريره، ويتحول إلى رمز لرفض سياسية التمييز العنصري. وفي عام 1985 عُرض عليه إطلاق السراح مقابل وقف أعمال المقاومة المسلحة، إلا أنه رفض العرض، وبقي في السجن حتى فبراير 1990، حين نجحت مجهودات المجلس الأفريقي القومي والضغوط الدولية في إطلاق سراحه. وفي عام 1993 حصل على جائزة نوبل للسلام مع رئيس جمهورية جنوب أفريقيا فريدريك ديكلارك الذي أمر بإطلاق سراحه وأوقف الحظر على المجلس الأفريقي. وفي عام 1994 أصبح نيلسون مانديلا أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، وذلك حتى عام 1999. وبعد تركه للرئاسة عمل في مجال الحياة العامة وحقوق الإنسان حول العالم، حتى قرر في عام 2004 اعتزال الحياة العامة بعد أن أصبحت صحته لا تسمح بكثرة التحرك والنشاط كما الماضي.