نيلسون روليهلالا مانديلا هو الرئيس الأسبق لجمهورية جنوب إفريقيا، وأحد أبرز المناضلين والمقاومين لسياسة التمييز العنصرى التى كانت متبعة فى جنوب إفريقيا. ولد نيلسون مانديلا فى مثل هذا اليوم عام 1918، بقرية صغيرة تدعى ميزو فى منطقة ترانسكاى، كان والده رئيس قبيلة، وتوفى عندما كان نيلسون لا يزال صغيرًا، إلا أنه انتخب مكان والده، وبدأ إعداده لتولى المنصب عندما كان صغيرًا. بدأ مانديلا فى المعارضة السياسية لنظام الحكم فى جنوب إفريقيا الذى كان بيد الأقلية البيضاء، ذلك أن الحكم كان ينكر الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية للأغلبية السوداء فى جنوب إفريقيا، فانضم سنة 1942 إلى المجلس الإفريقى القومى، الذى كان يدعو للدفاع عن حقوق الأغلبية السوداء فى جنوب السنغال، وفى سنة 1948، انتصر الحزب القومى فى الانتخابات العامة، وكان لهذا الحزب، الذى يحكم من قبل البيض فى جنوب إفريقيا، خططا وسياسات عنصرية، منها سياسات الفصل العنصرى، وإدخال تشريعات عنصرية فى مؤسسات الدولة، وفى تلك الفترة أصبح مانديلا قائدًا لحملات المعارضة والمقاومة. كان مانديلا فى البداية يدعو للمقاومة غير المسلحة ضد سياسات التمييز العنصرى، لكن بعد إطلاق النار على متظاهرين عزل فى عام 1960، وإقرار قوانين تحظر الجماعات المضادة للعنصرية، قرر مانديلا وزعماء المجلس الإفريقى القومى فتح باب المقاومة المسلحة. فى عام 1961 أصبح مانديلا رئيسًا للجناح العسكرى للمجلس الإفريقى القومي، وفى فبراير 1962 اُعتقل مانديلا وحُكم عليه لمدة 5 سنوات بتهمة السفر غير القانونى، والتدبير للإضراب، ثم فى عام 1964 حكم عليه مرة أخرى بتهمة التخطيط لعمل مسلح والخيانة العظمى، فحكم عليه بالسجن مدى الحياة. خلال سنوات سجنه الثمانية والعشرين، أصبح النداء بتحرير مانديلا من السجن رمزا لرفض سياسة التمييز العنصرى، وفى 10 يونيه 1980 تم نشر رسالة استطاع مانديلا إرسالها للمجلس الإفريقى القومى قال فيها: "اتحدوا .. وجهزوا .. وحاربوا .. إذ ما بين سندان التحرك الشعبى، ومطرقة المقاومة المسلحة، سنسحق الفصل العنصري". فى عام 1985 عُرض على مانديلا إطلاق سراحه مقابل إعلان وقف المقاومة المسلحة، إلا أنه رفض العرض، وبقى فى السجن حتى 11 فبراير 1990 عندما أثمرت مثابرة المجلس الإفريقى القومي، والضغوطات الدولة عن إطلاق سراحه بأمر من رئيس الجمهورية فريدريك دى كليرك الذى أعلن إيقاف الحظر الذى كان مفروضًا على المجلس الإفريقى، وحصل نيلسون مانديلا مع الرئيس فريدريك دى كليرك عام 1993 على جائزة نوبل للسلام. شغل مانديلا منصب رئاسة المجلس الإفريقى (من يونيه 1991 حتى ديسمبر 1997، وأصبح أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا (من مايو 1994 إلى يونيه سنة 2000، وخلال فترة حكمه شهدت جنوب إفريقيا انتقالا كبيرًا من حكم الأقلية إلى حكم الأغلبية. فى يونيه سنة 2004 قرر نيلسون مانديلا ذو ال 85 عامًا التقاعد وترك الحياة العامة، ذلك أن صحته أصبحت لا تسمح بالتحرك والانتقال، كما أنه فضل أن يقضى ما تبقى من عمره بين عائلته.