كشفت دراسة مشتركة لبرنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة والمعهد القومى للتغذية التابع لوزارة الصحة، أن نحو 40% من الأطفال المصريين دون سن الخامسة يعانون من التقزم، بينما ارتفعت نسبة الأنيميا بين الأطفال من سن 6 أشهر حتى 5 أعوام من 26% عام 2000 إلى 48% فى الوقت الحالى، بينما تتراوح نسبة الإصابة فى السن المدرسية من 30 إلى 45% حسب التوزيع الجغرافى. كما أكدت الدراسة أن 50% من كافة الفئات العمرية للأطفال فى مصر يتناولون أقل من الكميات التى يحتاجها الجسم يومياً من الحديد، وأرجعت أسباب التقزم والأنيميا بين الأطفال إلى سوء التغذية وعدم كفاية عنصر الحديد بالأغذية التى تتناولها الأسر المصرية، خاصة رغيف الخبز، حيث لفتت الدراسة إلى أن درجة الحرارة داخل رغيف الخبز أثناء عملية إنضاجه لا تصل إلى 300 درجة مئوية، وبالتالى فإن 30% من وزن رغيف الخبز يصبح عبارة عن ماء فقط وهو ما يتسبب فى نقص كميات الحديد الموجودة برغيف الخبز بالإضافة إلى التلوث البيئى الذى تتعرض له حبوب القمح أثناء تخزينها مما يؤدى لتلفها. وأوصت الدراسة بضرورة إضافة أملاح الحديد للخبز خاصة أن معدل الاستهلاك اليومى يصل إلى 3 أرغفة يومياً، لتعويض الأطفال نقص استهلاك الحديد. فى المقابل أكد الدكتور هشام الخياط، أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمى بمعهد تيودور بلهارس، أن مسببات التقزم والأنيميا فى مصر ترجع إلى 3 أسباب رئيسية، هى الفقر والجهل بطرق التغذية الصحيحة والإصابة بالطفيليات المعوية مثل الديدان المعوية والإسكارس والإنكلستوما خاصة بين الأطفال والتى تؤدى للإصابة بفقر الدم. وقال الخياط إن منظمة الصحة العالمية دقت ناقوس الخطر حول انتشار التقزم والأنيميا فى مصر، حيث إن معدلات طول القامة انخفضت فى مصر بشكل مقلق، بينما زادت فى الصين على مستوى ملحوظ نتيجة تحسين طرق التغذية.