من ضمن صفات المجرم السيكوباتى أنه لا يستفيد من الثواب والعقاب؛ فما بالك بمن يتحدثون عن المصالحة مع المجرم السيكوباتى؟ هل ستجدى معه المصالحة وتنفع الطبطبة وينجح الحوار؟! حتى السجن سنستخدمه معه لمنع ضرره وخطره عن الناس وليس لإصلاحه؛ لأنه للأسف السجن تهذيب وإصلاح لأى بنى آدم على وجه الأرض ما عدا السيكوباتى! هذا سؤال مبدئى محورى أرجو من كل من يتحدث من الوضع منجعصاً وينظر -بتشديد الظاء- ويحلل من برجه العاجى أن يجيب عنه قبل أن يكتب عن الاحتواء والحضن والفصيل وعدم الشيطنة... إلى آخر هذا الهراء والغثاء، ولنقارن مقارنة بسيطة بين الضابط الذى قبض على المرشد محمد بديع وكيف عامله بالرغم من أنه شاهد زملاءه ورفاقه وجنوده، سواء على الطبيعة أو فى الفيديو، وهم أشلاء بأيدى أتباع هذا الرجل، ليست كل الشرطة ملائكة بالطبع، وليس كل الضباط أسوياء بالتأكيد، وكثيراً ما هاجمنا تجاوزات الشرطة، لكن فى النهاية أنت أمام مؤسسة صححت وتصحح نفسها ولديها آلية التصحيح بواسطتنا ومن خلال الحكومة والرقابة المجتمعية، والضابط المتجاوز فيها مخطئ، لكنه ليس سيكوباتياً ومن حقنا محاكمته وحسابه، لكنك فى النهاية تتعامل مع مؤسسة وتتصرف مع كيان اسمه الشرطة ينتمى إلى دولة ولا تتعامل مع عصابة تنتمى إلى تنظيم دولى، على الجانب الآخر ترى ضباعاً يسمون تجاوزاً بشراً، والضبع هو أحط أنواع الحيوانات، لكن حتى هذا الضبع لن يفعل ما فعله مجرمو كرداسة الذين أطلقوا على قائدهم «بطل كرداسة»! حفل إرهابى بامتياز قدموا فيه كوكتيلاً من أعلى صنوف التعذيب والإجرام التى تفوقوا بها على سفاحى العالم منذ فجر التاريخ، سحل وسلخ وتقطيع وذبح وإطلاق رصاص وكشف عورات وتبول على الجثث وصب ماء نار عليها، ثم التجريس بالأشلاء الممزقة فى «شو» استعراضى فى أرجاء القرية!! ماذا بعد ذلك؟ لم يتبقّ إلا أكل الأشلاء، وأعتقد أنهم قد فعلوها مثلما فعلها توأمهم فى سوريا الذى افتخر بأكل الأكباد الآدمية! لكنى أعترف أن أحد هؤلاء المجرمين الكرادسة كان فى منتهى الحنان الذى تعلمه بالطبع من قريبه «الزمر» وجار قريته «العريان»؛ فقد تعطف وهو يسحل الجثث بأن خاطبهم بمنتهى الرومانسية معاتباً: «عملتوا ليه كده فى نفسكم يا كفرة يا ولاد الو...؟»، ما كل هذه الحنية والشفقة والود يا واد يا مؤمن؟! أما فرسان رفح ونبلاء جبل الحلال الذين كتّفوا العزّل من السلاح وألقوهم على بطونهم وأمطروهم فى خلفيات رؤوسهم وأخرجوا هلام أمخاخهم من جماجمهم، فهؤلاء لم يسمعوا من قبل عن أن الفارس ينازل الفارس وإن سقط سلاح الخصم لا يبارزه حتى فى أعتى حروب الكفار! بالطبع لا فروسية ولا نبالة وإنما خسة ونذالة، الإرهاب يا سادة لا يعرف قوانين الفروسية ولا نبل النزال وإنما يعرف فقط الغدر ويتقن فقط الدناءة، الإرهابى السيكوباتى يرضع الحقد وتتغذى خلاياه على الغل والانتقام والتشفى، حتى القاتل العادى أو قاتل الصدفة من الممكن أن يبكى بعد القتل ندماً، وأحياناً يدفعه الندم إلى تسليم نفسه، أما القاتل الإرهابى الخاضع لما أطلق عليه د. عكاشة الضلال الدينى فهو يقتل متفاخراً معتزاً ضاحكاً باسماً غير نادم، بل يقتل طمعاً فى الجنة وواثقاً من الفردوس، يقتل وهو متأكد أن حفلة من فاتنات الحور العين ينتظرنه على الباب، وكلما أطلق رصاصاً أكثر وذبح أعمق وسلخ أشد ومثل بالجثة بأمانة وذمة فالمتعة التى تنتظره أشهى والثواب الذى سيكسبه أعظم! وعلى رأى جدتى الله يرحمها «يا منتظر الصلح مع السيكوباتى يا ناوى تشترى الجزمة م الحاتى».