ينتظر مجتمع الأعمال نتائج ملموسة لزيارة الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية إلى السعودية الأربعاء الماضى التى خلقت حالة من التفاؤل لدى الاقتصاديين ورجال الأعمال والمصرفيين، مع توقعات بزيادة الاستثمارات السعودية فى مصر خلال الفترة المقبلة. وتناولت مباحثات الرئيس المصرى مع العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز زيادة الاستثمارات السعودية فى مصر، ومنح المزيد من الفرص للعمالة المصرية الماهرة للعمل فى المملكة، وحل القضايا العالقة ومشاكل الربط البرى التى تعوق تدفق التبادل التجارى والاستثمارى، كما تناول اللقاء مجموعة من القضايا خاصة بالاستثمارات السعودية فى مصر، والضمانات التى تقدمها الحكومة المصرية لهذه الاستثمارات وزيادتها من أجل خلق فرص عمل أكثر للشباب المصرى. وتوقع المصرفيون ارتفاع حجم التعاملات المصرفية والاستثمارية والاجتماعية بين البلدين على أثر الزيارة. وقالت بسنت فهمى مستشارة رئيس مجموعة بنك البركة، إن المملكة العربية السعودية تعد بمثابة أكبر الدول العربية من حيث الناتج المحلى الإجمالى، بخلاف أنها صاحبة أكبر استثمارات عربية وتبادلات تجارية مع السوق المصرية، وهناك عدد من القضايا الاقتصادية المهمة التى تخص تبادل الاستثمارات والصادرات والواردات بين البلدين. وأشارت فهمى إلى أن زيارة الدكتور مرسى إلى السعودية تعد أمرا إيجابيا، نظرا للعلاقات التاريخية للمملكة ومساندتها لمصر خلال الآونة الأخيرة من خلال حزمة القروض والودائع والمنح التى قامت بتحويلها إلى القاهرة خلال الشهور القليلة الماضية مما ساهم فى مساندة الاحتياطى النقدى، موضحة أن للمملكة دورا مهما فى المنطقة كما أنها إحدى أبرز دول مجموعة العشرين، وهو ما يشير إلى أهمية توطيد العلاقة معها. وتابعت أن هناك عددا من الملفات الاقتصادية التى تنتظر تفعيلا من الجانب المصرى، ومنها تدشين مشروعات تنموية ضخمة فى شتى المجالات خاصة القطاعات الخدمية والصناعية والبنية التحتية، بخلاف تفعيل مشروعات إنشاء جسر برى يربط بين البلدين عبر البحر الأحمر ومشروع آخر لخط سكة حديد. وأضافت أن تلك المشروعات خاصة مشروعات النقل البرى سواء عبر الجسور أو السكك الحديدية تؤدى إلى توفير قيمة كبيرة من مصاريف الانتقال بين البلدين بخلاف نقل البضائع، وهو ما سيرفع من معدلات التجارة والتبادل الاستثمارى بين القاهرةوجدة خلال الفترة المقبلة، بخلاف تلاشى مخاطر النقل المعتادة عبر العبّارات وخفض التكلفة مقارنة بالطيران. وعلى صعيد ملف الاستثمارات المصرفية قالت فهمى إن الشيخ صالح كامل رئيس مجموعة دلة البركة، أعرب قبل نحو عامين عن نيته تأسيس أكبر بنك إسلامى فى مصر برأسمال مبدئى قيمته مليار دولار أى ما يعادل 6 مليارات جنيه مصرى، وهو ما سيساهم بدفعة تمويلية قوية للمشروعات التنموية الكبرى، لافتة إلى أن الاتجاه إلى تأسيس بنوك إسلامية وتقليدية ضخمة وزيادة رؤوس أموالها سيساعد الدولة فى تنفيذ مشروع النهضة الذى يحتاج إلى سيولة ضخمة ومؤسسات قوية تقوم على التمويل والتنفيذ. وتابعت فهمى أن العلاقات الاستثمارية مع المملكة العربية السعودية ضخمة وتحتاج إلى دفعة أكبر حتى تنمو بشكل أفضل خلال الفترة المقبلة، لافتة إلى أن أساس كافة التعاملات الاستثمارية والتبادل التجارى مع المملكة تحتاج إلى علاقات مصرفية أكبر وأقوى. وقالت لميس نجم نائب رئيس مجلس إدارة سيتى بنك، إن أبرز الملفات التى يجب دعمها والتأكيد على استقرارها خلال زيارة الرئيس الدكتور محمد مرسى للمملكة العربية السعودية اليوم هو ملف المصريين العاملين فى السعودية للحفاظ على حجم التحويلات وزيادتها خلال الفترة المقبلة. وأكدت ضرورة إنهاء التوترات التى نشبت بين البلدين خلال الآونة الأخيرة واستعادة عمق العلاقات بين الجانبين. وأشارت إلى أهمية تعظيم دور تمويل عمليات التبادل التجارى بين البلدين وأن العلاقات المصرفية بين البلدين جيدة ومتينة، لافتة إلى أن القطاعين المصرفيين المصرى والسعودى يقومان بشكل جيد على إدارة العمليات المصرفية المتبادلة بينهما سواء على صعيد التحويلات أو فتح الاعتمادات المستندية وخطابات الضمان لتمويل عمليات التبادل التجارى بينهما. وقال المهندس على عيسى نائب رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين، إن زيارة مرسى إلى المملكة ستعيد الطمأنينة للمستثمرين السعوديين وتحثهم على ضخ استثمارات فى مصر. وأشار محرم هلال المدير التنفيذى للاتحاد العام لجمعيات المستثمرين إلى أن جميع المستثمرين والعاملين بمجتمع الأعمال ينتظرون نتائج هذه الزيارة التى تعد فرصة كبيرة لإنعاش العلاقات التجارية والسياسية بين مصر والدول العربية. ويرى المستشار محمود فهمى المحكم وخبير الشركات والاستثمار، الرئيس الأسبق لهيئتى سوق المال والاستثمار، أن الفترة الماضية شهدت اضطرابات سياسية واقتصادية فى مصر أحدثت هلعا لدى المستثمرين، وهو ما يتطلب جهودا كبيرة من الرئيس مرسى لطمأنة المستثمرين فى المملكة. وقال درويش حسنين المدير العام للشركة السعودية المصرية للتعمير المملوكة للحكومتين المصرية والسعودية، إن الاستثمارات السعودية تأثرت بحالة عدم الاستقرار السياسى فى مصر خلال الفترة الماضية، ومن المتوقع أن تكون زيارة مرسى للمملكة بداية لعودة الاستثمارات السعودية إلى مصر التى يتركز 40% منها فى القطاع العقارى بمصر. وأكد شريف رشدى رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات إيدار للتسويق العقارى، أن زيارة الرئيس محمد مرسى للسعودية من شأنها إعطاء رسالة إيجابية للمستثمرين السعوديين والخليجيين للعودة إلى ضخ أموالهم فى السوق المصرية بعد فترة كبيرة شهدت توقف أعمالهم، مضيفا أن على «مرسى» التشاور مع مساعديه لبحث الإعلان عن حزمة إجراءات تحفيزية للمستثمرين تستقطب المستثمرين العرب بشكل عام بعد زيادة المنافسة فى الدول المجاورة على رأسها المغرب ولبنان وتركيا، التى أصبحت تستقبل استثمارات خليجية متزايدة يوماً بعد يوم بفضل التشجيع الحكومى للاستثمار الأجنبى فى أسواقها. وأكد حمدى عبدالرؤوف نائب رئيس الشعبة العامة لإلحاق العمالة بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن الطلب السعودى على العمالة المصرية تراجع بنسبة 20% خلال الفترة الماضية، وطالب بالاهتمام بملف العمالة وتحسين العلاقات لتشغيل أكبر عدد من المصريين فى الأسواق السعودية. وبالنسبة لصادرات الحديد المصرى إلى المملكة، أعرب المهندس سمير نعمان مدير التسويق بشركة حديد عز عن أمله فى تحسين العلاقات الاقتصادية مع السعودية لزيادة صادرات الحديد إلى المملكة، مشيرا إلى أن الصادرات المصرية للمملكة من الحديد تقدر بمليون طن سنويا. وأضاف أن المواصفات القياسية التى تضعها السلطات المختصة فى المملكة لاستيراد الحديد تعد عائقا أمام المصانع المصرية لزيادة حصتها من الحديد المصدر إلى السعودية، لافتا إلى أن المملكة تفرض هذه المواصفات لحماية منتجاتها المحلية من الحديد وهى منتجات أكثر من 20 مصنعا للحديد والصلب فى السعودية.