توقفت ردود الفعل الدولية عند تصريحات الشجب والإدانة تجاه المذبحة الأخيرة التى سقط فيها أكثر من 200 قتيل فى سوريا، فى برود واضح من المجتمع الدولى تجاه أنهار الدم التى تسيل بأيدى قوات الرئيس بشار الأسد. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، أمس الأول، إن هناك «دليلاً دامغاً» على أن النظام السورى «قد قتل المدنيين متعمداً» فى مذبحة قرية التريمسة وسط البلاد، داعية إلى وقف فورى لإطلاق النار والسماح لمراقبى الأممالمتحدة بالدخول إلى مكان المذبحة. وأضافت كلينتون: «طالما أن نظام الأسد يواصل شن الحرب ضد الشعب السورى، فإن المجتمع الدولى يجب أن يزيد من ضغوطه على النظام لوقف العنف والسماح بحل سياسى للتحرك قدماً». ودعت مجلس الأمن الدولى إلى اتخاذ إجراء قوى والإيضاح للنظام السورى أن هناك عواقب لعدم إذعانه. وقالت: «سوف يحكم التاريخ على هذا المجلس»، وأضافت «على أعضائه أن يسألوا أنفسهم ما إذا كان استمرار السماح لنظام الأسد بارتكاب العنف الذى لا يوصف ضد شعبه هو الميراث الذى يريدون تركه وراءهم». وكان الوسيط الدولى كوفى عنان اتهم أمس الأول الحكومة السورية بانتهاك خطته الخاصة بالسلام بعدما وقعت المذبحة على يد القوات الموالية للأسد. وتدعو خطة عنان لإنهاء إراقة الدماء إلى سحب القوات والمعدات العسكرية من المناطق الحضرية وإتاحة الفرصة لدخول الخدمات الإنسانية. ويقدر المجلس الوطنى السورى المعارض محصلة القتلى بنحو 305 قتلى. وهو إذا ماتأكد ستكون «التريمسة» أكبر مذبحة منذ نشوب الصراع فى سوريا قبل 16 شهراً. من جانبه، دعا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى الدكتور عبداللطيف بن راشد الزيانى مجلس الأمن الدولى إلى اتخاذ قرارات سريعة تحت الفصل السابع لوضع حد للمأساة التى يعانى منها الشعب السورى، كما طالب الزيانى بتشكيل لجنة تحقيق دولية لتحديد المسئولين عن المجزرة وتقديمهم للعدالة الدولية. يذكر أن الفصل السابع ينص على استخدام كافة الوسائل لتطبيق قرار من مجلس الأمن الدولى، ومن ضمنها الوسائل العسكرية. فيما حذر الرئيس الفرنسى فرنسوا أولاند، أمس الأول، روسيا والصين بأن رفضهما فرض عقوبات على سوريا «يعنى أن تعم الفوضى والحرب» فى هذا البلد. وكتبت السفيرة الأميركية فى الأممالمتحدة سوزان رايس على صفحتها على موقع «تويتر» أن التقارير الواردة عن مجزرة التريمسة بمثابة «كابوس»، معتبرة أن الوضع الميدانى يجسد «بطريقة مأساوية الحاجة لتدابير ملزمة فى سوريا». وميدانياً تواصلت عمليات القصف أمس على حماه وريف دمشق وحمص وحلب ودرعا التى شهدت اقتحاماً لإحدى بلداتها، مما أسقط عشرات القتلى والجرحى، بحسب المرصد السورى لحقوق الإنسان.