فى إطار تغطية الصحف العالمية لأحداث العنف التى تشهدها مصر قالت صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية فى افتتاحيتها إن «القيادة الجديدة فى مصر تجاهلت دعوات مباشرة وشبه يومية من وزير الدفاع الأمريكى تشاك هيجل موجهة للفريق عبدالفتاح السيسى لرفض أى حملة ضد مؤيدى الإخوان». وأوضحت «الأوبزرفر» أن «هيجل» عرض خطة سياسية لكسر الجمود، ومن المفارقات أن الإخوان قبلوها. وتابعت أنه أصبح واضحاً تماماً أن نفوذ الولاياتالمتحدة على الفريق السيسى لا يكاد يُذكر، كما ثبت فشل الحجة القائلة بأن المساعدات تشترى التأثير على الدول، وانتهت إلى أن حل الأزمة فى مصر يتطلب عملية سياسية شاملة وتعددية تضم كل الأطراف، وتابعت الصحيفة أن جميع الأطراف أخطأت، فالإخوان يقع عليهم جزء كبير من اللوم فإن خطط الجماعة لتحقيق مكاسب خاصة بها على مدى عامين قد أبعدت عنها جميع حلفائها، ومنذ الإطاحة بمرسى انتهجت سياسة تؤدى إلى المواجهة لتعميق شعورها بالاضطهاد، ما أدى إلى أنها أصبحت تواجه قوات الأمن، إضافة إلى بعض المدنيين أيضاً. وقالت صحيفة «صنداى تايمز» البريطانية فى افتتاحيتها تحت عنوان «الصراع فى مصر لم ينته بعد»، إنه منذ الإطاحة ب«مرسى» بدأت مصر بالانزلاق نحو الفوضى التى تسببت بأحداث عنف أدت إلى مقتل المئات، وليست هناك دلائل على أن الصراع يقترب من نهايته، وأضافت الصحيفة أن الديمقراطية فى مصر تنحصر بين خيارين إما الجيش أو الإخوان، ومع أن مرسى كان قد انتُخب بشكل ديمقراطى، فإن الإطاحة به من قبَل الجيش جاءت بضغط شعبى تمثل بمظاهرات جماهيرية تطالب برحيله، ورأت الصحيفة أن المهمة الملحة الآن هى إنهاء العنف والتوجه نحو المصالحة الاجتماعية، وتابعت أنه لا تكفى إدانة الغرب للعنف للمساعدة فى تحقيق المصالحة وإنهاء العنف، فعليه أن يقدم أكثر من ذلك، وحين قال أوباما إن أمريكا لن تتدخل فى مصر إلى جانب أى من الأطراف فقد كان يعبر عن عجز بلاده. واتهمت مجلة «كومنتارى» الأمريكية أصحاب الأصوات المنادية فى الولاياتالمتحدة بلوم الجيش المصرى أو مقاطعته، لأنه أوقع عدداً من القتلى فى صفوف جماعة «الإخوان» أكثر مما أوقعت الأخيرة فى صفوفه، ب«الافتقار إلى بُعد النظر»، وأشارت فى تقرير لها إلى أن تلك الأصوات تتبنى وجهة نظر خاطئة هى أنه يتعين على الجانب الأقوى فقط أن يكبح جماح نفسه، وذكرت المجلة أن معظم النقد الموجه إلى الجيش إنما هو نتيجة مباشرة لكثرة عدد من سقطوا جرّاء عملية فض اعتصامى مؤيدى محمد مرسى، وقالت إنه مما لا شك فيه أن الجيش المصرى لديه أسلحة أفضل من هذه التى استخدمها، ورصدت المجلة فى هذا السياق إعلان وزارة الداخلية المصرية عن سقوط عشرات من عناصرها، ورأت فى ذلك مأساة. وأضافت المجلة أن هناك طريقتين يمكن عبرهما فهم دوافع التطرف؛ الأولى بالنظر فى موضوع الشكوى والتظلم الذى يكمن وراء تلك الدوافع، أما الثانية فهى من خلال الوقوف على الأيديولوجية الدينية للمتطرفين، وتابعت المجلة أن المحللين أرادوا اتباع الطريقة الأولى التى تقول أن الشكوى والتظلم وراء التطرف، وبالتالى فالرد السياسى الطبيعى يجب أن يتمثل فى محاولة النظر فى تلك الشكوى وإقناع الطرف الأقوى بتقديم تنازلات، ورأت المجلة أن حقيقة الحركات على شاكلة «حماس» و«الإخوان» و«الشباب» و«حزب الله» و«طالبان» وغيرها تستخدم الشكوى والتظلم كوسيلة إلى غاية أبعد هى الاستبداد الأيديولوجى، حسب المجلة. وتناولت معظم الصحف الإيطالية الصادرة صباح الأحد أنباء عزم الحكومة المصرية حل جماعة الإخوان، وتفاصيل إخلاء مسجد الفتح برمسيس بالقاهرة من مؤيدى «مرسى»، وذكرت صحيفة «لاريبوبليكا» تحت عنوان «الإعلان عن مظاهرات جديدة فى مصر» أن الحكومة المؤقتة تعتزم حل «الإخوان»، لكن الجماعة لا تتراجع وتدعو لاحتجاجات جديدة، وقالت الصحيفة إن ضغط وتهديد الحكومة المؤقتة بحل الجماعة بواسطة القانون لم يوقف احتجاج مؤيدى «مرسى»، وتابعت إنه أمام تصاعد وتيرة العنف، يحاول المجتمع الدولى التدخل، وتمثل ذلك فى إدانة الأمين العام للأمم المتحدة، «بان كى مون» الاحتجاجات العنيفة لجماعة الإخوان والاستخدام المفرط للقوة من قبَل السلطات فى مصر، داعياً إلى التهدئة الفورية، ومؤكداً أن «عقارب الساعة السياسية تتحرك إلى الأمام وليس إلى الوراء»، رافضاً مطالب الإخوان بأى عودة محتملة ل«مرسى». وتناولت صحيفة «كوريرى ديلاسيرا» إخلاء مسجد الفتح موضحة أنه بعد انتهاء مدة المهلة المعلنة تمكنت الشرطة بعد تفاوض وتدخل الأزهر من فتح المسجد وتوفير الخروج الآمن للإخوان، ووفرت لهم الحماية من حشود الجماهير المعادية لهم الذين تجمعوا خارج المسجد للانتقام منهم بسبب أعمال العنف والتخريب التى تعرضت لها القاهرة على يد المتظاهرين المنتمين للجماعة.