لم تنجز جماعة الإخوان المسلمين على مدار السنة التي تولت فيها الحكم، شيئا يحسب لها لتتحول بين ليلة وضحاها من القوة صاحبة الشرعية والسلطة، إلى جماعة منبوذة. وقال وائل خليل الناشط اليساري، إن "حجم خيبة الأمل والصدمة في إدارة الإخوان وشعاراتهم والأعذار التي يطلقونها كان كبيرا جدا بقدر حجم الآمال التي كانت معقودة عليهم"، مضيفا "كنا نبكي فرحا بعد النتائج لأننا تجنبنا كارثة انتخاب مرشح النظام السابق إلا أنه اتضح فيها بعد أن حجم الضرر الذي أحدثته لجماعة في الثورة كان كارثيا". وفوز مرسي بالانتخابات أثار آمالا عريضة لدى المجتمع المدني، في إحداث تغيير في عمق الدولة والتخلص من نظام ديكتاتوري وإحلال نظام ديموقراطي بديل تديره صناديق الاقتراع، غير أن مرسي سعى مباشرة إلى فرض سلطاته من خلال منح نفسه صلاحيات مطلقة بإعلان دستوري أثار غضبا شعبيا زادته تأججا محاولته تمكين جماعته من كل مفاصل الدولة. وفي السياق نفسه، قال الناشط السياسي أحمد زهران، إن "الناس في قطاعات صغيرة ليست راضية عن استخدام القوة المفرطة مع الإخوان، لكن الغالبية مع ما يحصل بسبب حمل بعض عناصر الإخوان للسلاح"، مضيفا أن "فوز مرسي كان مبنيا على تحالف تم الاتفاق عليه بعد الجولة الأولى ضم جماعة الإخوان والقوى الثورية والمساندين للثورة، لكن الإعلان الدستوري الشهير قلب المعطيات". من جهته، يرى الكاتب والمفكر الإسلامي فهمي هويدي، أن السبب الأساسي في تغيير النظرة إلى جماعة الإخوان إلى "فشل مرسي، الذي لم ينجح في الفترة التي تولى فيها الرئاسة لحوالي سنة لا في السياسة ولا في احتواء الآخرين"، مشيرا إلى أن "جماعة الإخوان وجدت نفسها فجأة أمام فرصة تولي السلطة وبدا واضحا أنها تعاني نقص الخبرة في الحكم، ومن غياب العقل الاستراتيجي". وأضاف هويدي أن تقود جماعة، ثم فجاة تقود دولة، أمر صعب، أنه أمر مختلف تماما، فقيادة الجماعة تعني أن تقود أنصارك، لكن قيادة الدولة تعني أن تقود خصومك أيضا، وهو ما لم يحدث، ومن محاولة احتكار صلاحيات رئيسية، مرورا بالدعوة إلى "انتفاضة" ضد الجيش الذي خرج من صفوفه كافة الرؤساء الأربعة السابقين لمرسي بين 1952 و2012، وصولا إلى التسبب بأزمات مع القضاء والإعلام والمثقفين، خسرت جماعة الإخوان شيئا فشيئا معظم التأييد الكبير الذي كانت تتمتع به عشية الانتخابات. وقال الناشط الحقوقي جمال عيد مدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان، إن "الإخوان المسلمين يتكبدون مزيدا من الخسائر والرفض الشعبي يتصاعد ضدهم طالما أنهم يرفضون أن يعترفوا بأخطائهم السابقة"، مضيفا أن جماعة الإخوان لا تزال الأكثر تنظيما، لكنها قد تتحول إلى أقوى تنظيم سري، مجددا، والخسائر التي تتكبدها قد تكون أكثر فداحة من خسائر عام 1954".